موقع قبر سيدنا سليمان
بدأ سيدنا داوود عليه السلام ببناء بيت المقدس، ولكنّه توفي ولم يكمله، وبدأ سليمان عليه السلام بإكمال البناء بعد أن أمر الجن بذلك سانداً نفسه على عصاه ويراقب العمل، حتّى جاءه ملك الموت على هيئة شاب حسن المظهر، وقبض روحه بكل هدوء دون علم الجن بذلك وبقي على نفس الوضعية لمدّة طويلة واستمرّ الجن بالعمل حتّى أنهوا البناء كاملاً، ولم يعلموا بأمر موته إلّا بعد أن قدمت دابة وبدأت بأكل عصاه، وسقط سليمان عليه السلام على الأرض.
لم يُثبت مكان تواجد قبر سيدنا سليمان عليه السّلام، ولا يوجد أي دليل على وجود قبر سيدنا سليمان عليه السلام في أي مكان بالعالم وأي أقاويل تحدث بغير ذلك هي أقاويل كاذبة وملفّقة، ولا يجوز لأيّ مسلم قول ما لا يعرفه لأنّه سيحاسب عليه، والأولى له أن يتّخذ العبر والدروس الكثيرة في حياته عليه السلام والمذكورة بالقرآن الكريم.
قصص وعبر من حياة سيدنا سليمان
حياة سيدنا سليمان عليه السلام غنية بالقصص والعبر، وسنذكر بعضها، ومنها:
قصة صاحب الحقل
كان داوود عليه السلام جالساً في مجلسه ليحكم بين الناس، فجاءه رجلين واحداً منهم عنده حقل، فطلب منه صاحب الحقل أن يأخذ بحقه من الرجل الآخر لأن غنم الرجل الآخر نزلت على حقله ليلاً وأكلت كافة العنب لديه، واعترف الرجل الآخر بذلك، فحكم داوود عليه السلام بأن يعطي الرجل غنمه لصاحب الحقل كتعويض له عن خسارته، فقاطعه سليمان عليه السلام الذي كان جالساً مع والده وسمع كل الحديث وأخبره بأن عنده حكم آخر، وهو بأن يأخذ صاحب الحقل أغنام الرجل لمدّة معيّنة يستفيد منها ومن لبنها، وبالمقابل يقوم الرجل الآخر بزراعة الحقل وإعادته كما كان، ثمّ يرجع كل منهما على وضعه السابق، فوافق داوود عليه السلام على هذا الحكم وأُسر به وبحكمته.
قصة سبأ
أخبر الهدهد سيّدنا سليمان عليه السلام عن سبأ ملكة اليمن، بأنّها كانت تسجد للشمس هي وقومها، ممّا أثار حزنه لوجود من يسجد لغير الله تعالى، وقام بدعوتها هي وقومها إلى عبادة الله وحده بواسطة رسالة بعثها لها مع الهدهد، فخافت سبأ على نفسها وعلى قومها من أن يقوم سليمان عليه السلام بالحرب عليهم، ممّا جعلها ترسل له مجموعة من الهدايا والكنوز حتّى تختبر صدقه وعدم اهتمامه بهذه الكنوز طلباً للآخرة، فرفض سليمان هذه الكنوز، ممّا دفعها إلى الخروج إليه مع قومها مسلمين، وأمر سليمان من الجن والإنس أن يحضروا عرشها ويبنوا له قصراً فوق الماء لإبهارها بعظمة خلق الله وقدرته، فدهشت عندما رأت العرش ولم تتجرأ على المشي عليه لأنّه كان شفافاً، حيث أنّه كان مصنوعاً من الزجاج الشفاف، وهذا جعلها تصدق دعوته وتعلن إسلامها.