محتويات
نبذة عامّة عن مدينة كوتاهية
تُعَدُّ مدينةُ كوتاهية (بالإنجليزيّة: Kutahya) إحدى مُدن تركيا، وهي تقعُ غربَ تركيا، وتُطِلُّ على نهرِ بورسك (بالإنجليزيّة: Porsuk River)، أمّا موقعُها الفلكيّ فهو على خَطّ الطول (29,9872928)، وعلى دائرة العرض (39,4191505)؛ أي ما يُعادل (29° 59' 14,254 شرقاً)، و(39° 25' 8,942 شمالاً)، علماً بأنّها مدينةٌ عريقةٌ مَرَّت عبرَ تاريخِها بالعديدِ من مَحطّات الازدهارِ، والانحدارِ وِفقاً للتغيُّرات التي كانت تطرأ على طُرقِ التجارةِ القديمةِ؛ فقد كانت مدينةً بيزنطيّةً خلالَ العصورِ الوُسطى، ومع نهايةِ القرن الحادي عشر، وقعت تحتَ احتلالِ السلاجقة الأتراك، أمّا خلال الفترةِ ما بين العامين 1302م-1429م، فقد أصبحت عاصمةً لإمارةِ التركمان الجيرمان، ومن ثمَّ تمَّ ضمُّها للإمبراطوريّةِ العُثمانيّة، أمّا أهمّيتُها كمركزٍ صناعيّ فقد ظهرت خلالَ القرنِ السادس عشر؛ حيثُ برزت فيها صناعةُ الخَزَفِ، وازدهرت، وكانت المدينةُ المصدرَ الذي يُورِّدُ الخزفَ، والبلاطَ؛ لبناءِ المساجدِ، والكنائسِ، وغيرِها من المباني.[١][٢]
وقد مَرَّت المدينةُ في حالةِ انحدارٍ في نهايةِ القرنِ التاسع عشر؛ وذلك بسببِ تطوُّرِ مدينةِ إسكي شهر الواقعة بالقُربِ منها، إلّا أنّها ما لبثت أن ازدهرت، وانتعشت من جديدٍ في منتصفِ القرنِ العشرين مع تطوُّرِ الصناعاتِ فيها، مثلَ: تكريرِ السكّر، وصناعة الفخار، ودباغةِ الجلودِ، وصناعةِ السجّاد، ومُعالجةِ النترات، وصناعةِ أنابيبِ الدخان، وغيرها،[١] أمّا ما جعلَ المدينةَ تزدهرُ صناعيّاً فهو الخزف المُكَوَّن من مزيجٍ من مسحوقِ الزجاجِ، والطينِ، والكوارتز، ويُوجَدُ هذا السيراميك في مُعظمِ الأماكنِ في المدينةِ؛ إذ يُزيّنُ النوافير العامّة، ومَحطّات سِككِ الحديدِ، والمباني القديمةِ على اختلافها، وهو يُعَدُّ تُراثاً فنّياً شهيراً، وعريقاً.[٣]
كوتاهية مدينة الإبداع
تزدهرُ في مدينةِ كوتاهية صناعة الخزف، وكما وردَ سابقاً فإنّ هذه الصناعةَ تُعتبَر تُراثاً خاصّاً بالمدينة؛ ولذلك برزَ الاهتمامُ في عقدِ وُرَشِ عملٍ خاصّةٍ بهذه الصناعةِ، وتعليمِها للأفراد، ووِفقاً للإحصائيّاتِ، فقد عُقِدت -بدءاً من العامِ ألفين وستّةَ عشرَ- ورشاتُ العملِ المُتعلِّقة بالحِرَفِ اليدويّة، والتي بلغَ عددُها نحوَ 435 ورشة عملٍ؛ خمسةٌ وتسعون في المئةِ منها يهتمُّ بصناعةِ الخزف، ومن الجدير بالذكر أنّ المدينة تُقامُ فيها العديدُ من الفعاليّاتِ التي تُعزِّز هذه الصناعةَ، ومنها المسابقةُ التي ضمّت ثلاثاً وثلاثين دولةً مختلفةً، والتي هدفت إلى تطويرِ صناعةِ الخزف، وتعزيزِها.[٣]
وفي المدينةِ هيئتان تُركِّزان على الموادّ الخامّ الخاصّةِ بصناعةِ الخزف، وتهتمّ بها، وهما: مركزُ التكنولوجيا المُتقدِّمة، ومركزُ الخزف والسيراميك للبحثِ والتنفيذِ، حيث تُرَكِّز هاتان الهيئتان على معاييرِ الجودةِ اللازمةِ، وعلى كفاءةِ الموادّ المُستخدَمة في التصنيعِ، كما أنّ من مظاهرِ اهتمامِ بلديّةِ مدينةِ كوتاهية بالإبداعِ، والتطويرِ الخاصِّ بالخزف هو تخصيصُها المنازلَ القديمةَ للحرفيّين العاملين في هذه الحرفة، فضلاً عن اهتمامِها بتعزيزِ ثقافةِ المدينة، والحفاظِ على تراثِها من خلالِ ترشيحِ العاملين، ودعمِهم في القطاعِ الإبداعيّ، بالإضافة إلى أنّ المُدنَ المُهمّة يتمُّ تزيينُها أيضاً من قِبَل حرفيِّي الخزف.[٣]
أبرز مَعالِم مدينة كوتاهية
تشتمِلُ مدينةُ كوتاهية على العديدِ من المَعالِم السياحيّة التي تُميّزها، ومنها: متحفُ البلاطِ الواقعِ بالقُربِ من الجامعِ الكبيرِ المعروفِ باسمِ أولو كامي (بالتركيّة:Ulu Cami)، وهو متحفٌ يُظهرُ ماضي مدينةِ كوتاهية الصناعيّة من خلالِ عَرْضه للفخّارياتِ على اختلافِ أنواعها، وأشكالِها، بالإضافةِ إلى البلاطِ المُميَّز الذي كان يُصنَع في المدينةِ، وفي المتحف أيضاً قبرُ يعقوب بيك (أحدِ آخرِ قادة السلاطين العُثمانيّين)، والذي يعودُ تاريخُه إلى القرنِ الرابع عشر،[٤] أمّا جامعُ أولو كامي فهو أحدُ أشهرِ المساجدِ في المدينةِ أيضاً، ويقعُ على الطرفِ الغربيّ من شارعِ الجمهوريّة، والذي يُعرَف باسمِ (cumhuriyet caddesi)، وهو شارعُ المُشاةِ الرئيسيّ، وما يُميّز المسجدَ هو الخطّ العربيّ الأصيل الذي يُزيِّن جُدرانَه بألوانٍ زاهيةٍ، وجذّابة،[٥]
وبالإضافة إلى ما سبق، فإنّ هناكَ أيضاً مسجدُ العودةِ الذي يُعرَفُ باسمِ (Dönenler Cami)، حيث بُنِيَ هذا الجامعُ في القرنِ الرابع عشر، وما يُميّزه هو التمثالُ الموجودُ في القاعةِ الأماميّة، والذي يُمثِّل درويشاً يظهرُ وكأنّه يدورُ، علماً بأنّ الجامع أصبح فيما بعد ملتقىً للدراويش، كما أنّه تُؤدَّى فيه العديدُ من المراسمِ الصوفيّة.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "Kütahya", www.britannica.com, Retrieved 2019-2-19. Edited.
- ↑ "GPS Coordinates, 43000 Kütahya, Turkey", www.gps-coordinates.net, Retrieved 2019-2-21. Edited.
- ^ أ ب ت "KÜTAHYA", www.en.unesco.org, Retrieved 2019-2-19. Edited.
- ↑ "Tile Museum", www.lonelyplanet.com, Retrieved 2019-2-21. Edited.
- ↑ "Ulu Cami", www.lonelyplanet.com, Retrieved 2019-2-21. Edited.
- ↑ "Dönenler Cami", www.lonelyplanet.com, Retrieved 2019-2-21. Edited.