حواء هي أم البشر ، زوجة نبينا الكريم آدم عليه السلام ، وهو أول بشري خلقه الله عز وجل ، وليؤنس الله تعالى آدم خلق له أنثى تعينه على وحدته ، وتعيله عند حاجته ، فقد خلقهما الله تعالى وأسكنهما في الجنة ، إلى أن شاء وأسكنهما في الأرض ، ليقتاتا من نباتها ويشربا من مائها.
خلق الله تعالى حواء من ضلع آدم ، وقد خلقها أثناء نومه والسبب هو أنه –يقال- أن الرجل عندما يتألم يكره ؛ وفي خلق حواء أثناء نوم آدم حكمة هي أنه إذا خلقها الله تعالى أثناء استيقاظه لتألم وكرهها بدلاً من أن يحبها ، والمرأة على عكس الرجل ، إن تألمت أحبت ، لذلك فإن المرأة ترى الموت بعينيها أثناء الولادة لكنها تتمسك بالحب أكثر فأكثر كلما زاد الألم ، فهي بعد أن تضع مولودها تفديه بروحها وبحياتها مقابل أن تعطيه الحياة ، مع أنه أذاقها ألماً لا يستطيع الرجل تحمله ، ولذلك أعطى الله سبحانه وتعالى القدرة العالية للمرأة على تحمل الألم ، فالمرأة تستطيع أن تتحمل الألم أكثر بثلاث مرات من الرجل ، وذلك لتستطيع أن تتحمل ألم الحيض وألم الولادة وألم النفاس.
لقد خلقت حواء من ضلع آدم ، وهو الضلع الأعوج!! فهذا الضلع هو الذي يحمي القلب من أي صدمة ، فلولا أن هذا الضلع أعوج في الإنسان لكانت أقل ضربة أو إصابة على الصدر أحدثت نزيفاً في القلب ، وهذا ما توصل له العلم الحديث والدراسات الحديثة على الإنسان في ظل وجود التكنولوجيا المتطورة ، والله تعالى خلق آدم وحواء كل من أصل ما سيتعامل معه في الحياة ؛ فقد خلق آدم من تراب لأنه سيتعامل مع الأرض كأن يكون مزارع أو حداد ، أو بناء ، أو نجار ، أما بالنسبة لحواء فقد خلقها من ذلك الضلع الأعوج الذي يحمي القلب لتكون مهمتها في الحياة أن تتعامل مع العاطفة التي هي من القلب أصلاً ، فهي ستكون أماً حنونة ، زوجة محبة ، وأختاً صابرة ، وابنة عطوفة... ولذلك فإن على حواء أن تفتخر بخلقتها التي كانت من ضلع آدم الأعوج.
ويجب أن يكون الرجل على دراية أنه إذا أصلح الإعوجاج في المرأة كسر ذلك الضلع ، والإعوجاج هنا هو العاطفة عند المرأة التي تغلب العاطفة عند الرجل ، فقد قيل عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إن حاول الرجل إصلاح ذاك الإعوجاج كسرها... فتفكر في عظيم خلق الله سبحانه وتعالى.