المسجد
هو من أقدس وأشرف وأجلّ الأماكن على وجه الأرض، وأكثر هذه المساجد قدسية هي المساجد الثَّلاثة التّي تُشّد لها الرِّحال: المسجد الحرام في مكة المكرمة، ومسجد الرَّسول صلى الله عليه وسلم أو المسجد النّبويّ في المدينة المنّورة، والمسجد الأقصى في القُدس.
المسجد في اللُّغة العربيّة هو اسم مكانٍ من الفِعل الثُّلاثي سَجَدَ وهو موضع أو مكان السُّجود، وفي الشَّرع هو المكان المخصّص لأداء الصَّلوات الخمس التي فرضها الله على عباده، بالإضافة للصَّلوات النَّافلة التي تؤدى في جماعةٍ كصلاة التَّراويح، والتَّهجد في رمضان، وصلاة الخسوف، والكسوف، والعيدين، والجنازة، كما يُطلق المسجد على كُلِّ مكانٍ جُهزّ لأداء الصَّلاة ولو من دون إمامٍ.
تحيّة المسجد
المساجد من أقدس وأطهر الأماكن على الإطلاق؛ لذلك فإنّ لدخول المسجد آداباً وتعاليم يجب الالتزام بها احترامًا وإجلالًا لهذا المكان ومن هذه الأمور أداء تحيّة المسجد.
تحيّة المسجد هي صلاة من ركعتين من غير الفريضة تؤدى بمجرد الدُّخول إلى المسجد وقبل الجلوس؛ وفي جميع المساجد تكون بهاتين الرَّكعتين ما عدا المسجد الحرام، فتحيّته بالطواف حول الكعبة المُشرفة سبعة أشواطٍ، وتعد تحية المسجد سنّة مؤكدّة بإجماع أهل العِلم؛ وقد رأى العلماء استحباب تكرار صلاة تحيّة المسجد لمن كرّر الدخول والخروج من وإلى المسجد.
تحيّة المسجد سنّة لكل من دخل المسجد ويستثنى من هؤلاء:
- خطيب الجمعة.
- المسؤول عن نظافة المسجد أو صِيانته.
- المصلّي الذي يأتي بعد إقامة الصلاة.
حكمة مشروعيّة تحيّة المسجد
تحيّة المسجد شُرعت في الدِّين الإسلاميّ لكي يستشعر المسلم بعظمة المكان الدَّاخل إليه وقدسيته؛ فهذا بيتٌ من بيوت الله والدُّخول إلى البيوت لها حُرمتها وآدابها؛ فكيف إذا كان هذا البيت لله، ومن أدب الدُّخول إلى البيوت كما جاء في سورة النُّور هو التسليم وإلقاء التَّحية وتحية الله في بيوته تكون بالصَّلاة أو الطَّواف.
أحكام تحيّة المسجد
- تُؤدى تحية المسجد في أيّ وقت بمجرد الدُّخول إلى المسجد وقبل الجُلوس؛ أمّا إنْ جلس الشخص وهو يعلم بضرورة صلاة تحية المسجد؛ فلا يشرع له أداؤها،إما أنْ كان ناسياً لها؛ فله أنْ يقوم ويؤديها.
- سنُة الصَّلاة القبليّة في صلاتيّ الفجر والظُّهر تُغني عن صلاة تحيّة المسجد.
- تكون التَّحية للمسجد بركعتيّن ولا تجزأ عنها صلاة الجنازة أو أيًّا من السُّجود للشُّكر أو للتِّلاوة.
- عند دخُول المسجد والمؤذن يؤذن؛ فعلى المسلم ترديد الآذان مع المؤذن أي يقول مثل ما يقول المؤذن ثم يقول: "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد" وبعد الانتهاء من ما سبق؛ يَقوم المسلم ويؤدي ركعتيّ تحيّة المسجد.