علم الاقتصاد
برع في علم الاقتصاد الكثير من الاقتصاديين المحترفين الّذين وضعوا دراسات ونظريات وأسس في علم الاقتصاد، يستطيع من يهتمّ بعلم الاقتصاد أو من له نشاط اقتصادي واستثماري أن يستفيد من هذه الدّراسات والخبرات، ومن بين النظريّات المهمة التي سنتحدث عنها هي نظرية تكلفة الفرصة البديلة، فما المقصود بتكلفة الفرصة البديلة في عالم المال والاقتصاد؟ وكيف يمكن حساب هذه الفرصة البديلة؟ وما هي فائدة حساب تكلفة الفرصة البديلة؟
مفهوم تكلفة الفرصة البديلة Opportunity Cost
قبل الدّخول إلى تعريف هذا المصطلح نودّ الإشارة أنّ في الحياة دائماً هناك عدة خيارات سواءً كانت معنوية أو مادية، ويختار الشّخص ما يريده فهل يتمسّك بما هو متاح أو يختار بديلاً عن ما هو متوفّر؟ ولهذا نقصد بهذا المفهوم كم تكلفة ترك المتاح مقابل التمسّك بالبديل الآخر وهي التكلفة التي سيوفّرها البديل لو قمنا بتنفيذه، فالاختيار هنا مسألة نسبيّة ونظرية، ولكن تخضع للدراسة للفائدة المتوقّعة للفرصة البديلة.
يمكن تعريف تكلفة الفرصة البديلة بأنّها قيمة التكلفة المتوقّعة التي يمكن خسارتها من المشروع القائم لو تمّ اختيار بديلٍ آخر، أي تكلفة البديل الذي تمّ اختياره مقابل المنفعة التي تمّت خسارتها من البديل الأول، وما هو العائد الذي سيحقّقه الخيار الثاني.
فائدة حساب تكلفة الفرصة البديلة
تُستخدم هذه النظرية في اتّخاذ القرارات الإدارية والاستثمارية والمحاسبية، وكذلك يتمّ اللجوء إليها لتقييم البدائل، ولكن لا تظهر في العمليات الحسابية أو في السجلات، وإنما في التقارير والدراسات عند التخطيط لاتّخاذ قرارٍ معيّن، وتستخدم أيضاً في الحياة الشخصية في اتّخاذ القرارات، فإذا كانت هناك عدّة خيارات يجب التضحية واختيار الأفضل لتحقيق فائدة أعلى، ونذكر أنّه يجب هناك دراسة بحتة ودراسة جميع الخيارات من جوانب مختلفة، وعند ذلك تتمّ التضحية ومعرفة هل الخيار البديل كان أفضل أم لا بعد التطبيق والتنفيذ.
أمثلة على تكلفة الفرصة البديلة
المثال الأول
شخص لديه متجر هل يستمر بتشغيله أم يقوم بتأجيره؟
لو قام هذا الشخص واستمرّ بتشغيله ستكون كلفته هو قيمة الإيجار الّذي سيفوته لو قام فعلاً بتأجير هذا المتجر لشخصٍ آخر.
المثال الثاني
شخصٌ لديه قطعة أرض وتساوي 50000 دينار، ولديه عدّة خيارات ببناء مشروع تجاري كمحطة وقود أو بناء مجمّع سكني أو مطعم ليحقق زيادة بنسبة 15% على قيمة الأرض، ماذا يختار؟
لو قرر هذا الشخص فرضاً بناء مجمّع سكني تكون كلفة بناء المجمع السكني هي تكلفة الفرصة البديلة لبناء محطة وقود بدلاً من المجمع السكني، فلو حقّق المجمع السكني عائداً أقل من النسبة المتوقعة أعلاه يكون هذا الشخص خسر فرصة بناء محطّة وقود كان لا بدّ من الاستفادة من بنائها، ولو حقّق المجمّع السكني عائداً أعلى يكون الخيار صحيحاً في تحقيق العائد الذي حدّده.
وأخيراً يمكن القول إنّ اللجوء ودراسة تكلفة الفرصة البديلة هو نتيجة محدوديّة الموارد المادية، فلو كانت الموارد المادية متوفّرة لا يتم الخيار بين بدائل أو فرص تضحية، ولكن يكون التنفيذ أعلى وعلى قدر من المسؤوليّة ونسبة المخاطرة أقل.