النبي سليمان عليه السلام
سيدنا سليمان هو أحد أبناء النّبي داود عليه السلام، وقد أرسله الله عزّ وجل لهداية بني إسرائيل، وكان النبي سليمان ملكاً وقائداً لقومه بعد وفاة أبيه سيدنا داود، الذي عُرف بالحكمة الواسعة والعدل والرحمة.
تعلّم سيدنا سليمان أساليب الحكم من والده وانتهجها لذاته، وأعطاه الله عز وجل قدراتٍ خارقةٍ وسخّر له مخلوقات عديدة كالجن، والإنس، والريح، ومعدن النحاس. فقال الله تعالى: { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} صدق الله العظيم.
وأعطى الله سبحانه وتعالى لسليمان القدرة على التحدّث مع الطيور، وفهم لغة الحيوانات، ويسّر له جيشاً كبيراً من الإنس والجن، وحتّى الجبال، فقد أعطاه عز وجل قدرات كثيرة ومُلكاً عظيماً لم يؤتَ لأحد من قبله.
قصص سيدنا سليمان
كان سيدنا سليمان يفهم لغة النمل، وقد ذكر القرآن الكريم قصته مع النملة حين اقترب سيدنا سليمان وجنوده من مسكن نمل، فحذّرت نملة قومها من الجيش؛ خوفاً بأن يُداسوا، فسمع سيدنا سليمان صوت النملة، وأدرك ما كانت تعنيه، واجتنب مسكنها. ومن قصص سيدنا سليمان في القرآن الكريم: قصة الهدهد، فقد شارك الهدهد بهداية قوم؛ عندما دلّ على قوم سبأ وكانوا يعبدون الشمس، فأرسل سليمان عليه السلام كتاباً لهم، محذّراً إياهم من الكفر والشرك بالله، حتّى أسلموا على يده. وكان أيضاً يفهم لغة الطير ويحاورهم ويوصل مطالبهم وإراداتهم للناس.
وفاة سيدنا سليمان وقبره
تفرّغ سيدنا سليمان لعبادة الله وحده في نهاية أجله، وأمر جنده من الجن ببناء معبد له، وكان يراقبهم وهم يعملون حتى لا يتقاعسوا عن العمل، وفي يوم اتكأ سليمان عليه السلام على عصاه يراقب جنده، ثم توفّى وهو جالس، ولم يلاحظ أيُّ أحدٍ بأنه قد مات حتى انتهوا من البناء، ظانّين بأنّه يصلي ويتذكّر، وبعد أن سقطت عصاه أرضاً لاحظوا بأنه قد مات. وقد ذكرت روايات كثيرة مكان قبر سيدنا سليمان فمنهم من قال إنّه في لبنان أو العراق، والديانة اليهوديّة تعتقد بأنّه في فلسطين، ويعتقد البعض بأنّه في قاع البحر. ولكن لا توجد أدلة تثبت مكان القبر بالتحديد فلا يزال الأمر مجهولاً ولا يعلمه إلا الله.