جبل الجرمق من مرتفعات الجليل التي تتصل بجبل عامل، وتتشابه معه في الصفات الطبيعية، وهذه المرتفعات تمتد لما يقارب خمسين كيلو متراً من أطراف سهول عكا غرباً إلى بداية طبريا شرقاً، وتمتد لمسافة مقاربة من الشمال حيث حدود لبنان، إلى سهل مرج ابن عامر جنوباً وييتراوح معدل ارتفاعها بين 300 و600 متر، إلا أنّ قممها تتجاوز هذا الارتفاع.
جبل الجرمق
جبل الجرمق، هو أحد الجبال الموجودة في دولة فلسطين، وقممه هي أعلى القمم الموجودة في الدولة الفلسطينيّة، وتتربّع عليه مدينة صفد، ويتمتّع بمناظر أخّاذة وهواء عليل، وإطلالة لا أحلى ولا أروع.
الموقع
يقع جبل الجرمق في شمال غرب مدينة صفد، في منطقة الجليل الأعلى، حيث يُسجّل هذا الجبل كأعلى الجبال الموجودة في دولة فلسطين، إذ يبلغ ارتفاعه عن مستوى سطح البحر ما يقارب الـ 1208 أمتار، أيّ ما يقارب الـ 3963 قدماً، ويتفرّع عنه أودية عديدة ممتدّة من الشمال الغربيّ وحتّى الشمال الشّرقي، إلاَّ أنّه لا يوجد أيّ وديان تمتدّ إلى الجهة الجنوبيّة منه، حيث نجد هذا الجبل الأشمّ الشّاهق ذو الغنى والخصوبة.
أصل تسميته
ذكرت مراجع عدّة سبب تسمية جبل الجرمق بهذا الاسم، فنجد ثلاثة روايات مختلفة عن بعضها البعض، إذ تقول الأولى بأنّه سميّ كذلك نسبة إلى وجود الشجر الذي يُعرف باسم شجر الجرمق والذي يتواجد بكثرة في هذا الجبل، أمّا الرواية الثانية فإنّها تقول بأنّ تسمية الجرمق تعني المكان ذو الارتفاع، ونظراً لكونه جبلاً مرتفعاً، بل وأعلى الجبال في فلسطين، فإنّه سميّ كذلك، أمّا الرواية الثّالثة فإنّها تنسب التسمية إلى القبيلة العربيّة الشهيرة الجرامقة، والتي رحلت منذ العصور القديمة من اليمن، واستوطنت في القسم الشمالي من فلطسين وأيضاً في جنوب لبنان، وقد خلّدت هذه القبيلة اسمها في هذا الجبل إضافة موقع في ناحية الريحان والواقعة إلى الجنوب من الضفّة.
تكسو هذا الجبل الثلوج في معظم فصل الصيف، أما أمطاره فإنّها تبلغ الـ 1000 مليمتر، ويتميّز بهوائه العليل، ونسمته الباردة التي تنعش الفؤاد، إضافة لخصوبته والتي تمنح من الطبيعة فيه منظراً يسحر الألباب ويخطف الأبصار، إذ تكثر فيه الأحراش ذات الكثافة العالية بالأعشاب وغناه بالأشجار.
قال عنه يا قوت الحموي، بأنّه وادٍ تكثر فيه الأتراج وأيضاً أشجار الليمون، وبأنّه قد قُتِلَ فيه علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني أخو أبي الحسين، وكان ذلك في عام 450 للهجرة.
أهميّة جبل الجرمق بالنسبة لليهود
يقصد العديد من اليهود هذا الجبل، وخاصّة في يوم يُعرف عندهم بـ ( لگ بعمر )، فيخيّمون في سفوح الجبل كنوع من طقوس الحجيج بالنسبة لهم، ويعود ذلك خاصّة لكون قبر الحاخام اليهودي (شيمون بار يوخاي) يقع في هذا الجبل.