من منا لا يستخدم الأرقام بحياته اليومية، ومن منا ال يستخدم الصفر، ذلك الرقم الذي لا غنى عنه أبداً، فمن أين اتى هذا الرقم ومن اخترعه وما قصته.
اكتشف البابليون الصفر في القرن الثالث قبل الميلاد، وهناك من يقول بأنهم أول من اكتشف الصفر وقد ورثه العرب منهم وليس من الهنود، ويقال بأن الحضارة الصينية القديمة اكتشفت الصفر الشبيه بالصفر البابلي في القرن الخامس قبل الميلاد لكن لم يتم استخدامه كقيمة عددية الا بعد 3 قرون؛ وحتى قبائل المايا اكتشفته قديماً ورسمته على شكل الحلزون أو الصدفة.
لا شك بأن العلماء العرب هم من قاموا بتطوير الصفر، واختارو ا التعبير عنه بالنقطة لمدى أهمية النقطة في كتابة اللغة العربية؛ وبدأ ذلك عام 154 هجرية، حين استقبل الخليفة العباسي المنصور عالم الفلك الهندي والمدعو كانكا، مقدماً الى الخليفة كتاب "السندهند" للعالم الهندي (براهما جوبتا) والذي يحوي العديد من النظريات الحسابية والفلكية، وحتى مسارات الكواكب.
وقام العلماء العرب حينها بدراسة هذا الكتاب، ومنهم الخوارزمي الذي اسهم بالدور الأكبر في تطوير الصفر وطريقة استخدامه، حيث وضح مكان الصفر في العمليات الحسابية، ووضع طريقة جديدة تعتمد بشكل أساسي على إنشاء خانات للآحاد، العشرات، المئات والألوف وهكذا، وكذلك قام بالاستعانة بالنقطة اي الصفر في عمليات الجمع والطرح، والتي أسهمت بتسهيل المعادلات الحسابية والجبرية.
وبالرغم من ذلك يقال بأن العرب استخدموا الصفر منذ عام 259 هجرية (873 ميلادية)، وأن الهنود قاموا باستخدامه عام 256 هجرية (879 ميلادية)، وهذا ما قد يرجح ان العرب قد ورثوا الصفر عن البابلين وليس من الهنود.
اتبع علماء الغرب والأجانب طريقة الخوارزمي كما هي بالرغم من طريقة كتابتهم – من اليسار الى اليمن – واحتفظوا بمكان الصفر على اليمين كما أشار الخوارزمي وذلك للدلالة على القيمة، ومنهم العالم الإيطالي ليوناردو دو بيز.
علماء الرياضيات كافة يعتبرون الصفر من أهم الإختراعات التي توصلت اليها البشرية، حيث يعتر الصفر الرقم الوحيد الذي لا يعد موجباً او سالباً، بل يعتبر بداية الأرقام والفاصل الحقيقي بين الأرقام الموجب والسالبة.
أهمية الصفر حالياً لا تقتصر فقط على ما سبق، فكلنا اليوم نستخدم التكنولوجيا العصرية المختلفة في شتى مناحي الحياة، سواء الانترنت، الكمبيوتر، الموبايل، شبكات الاتصالات وغالبية الأجهزة الكهربائية مبنية على النظام الثنائي والمكون من رقمين هما الصفر والواحد؛ هذا النظام الذي ساهم بتطوير حاضرنا وكذلك سيساهم في بناء مستقبل البشرية.