نوح عليه السلام
عندما أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل إلى أقوامهم جعل المعجزات التي معهم ممّا يفهمه القوم، كما أنه عزّ وجل أنزل عليهم عقابه ليجازي من رفض الدعوة واستمر في طريق الضلال، ومن هؤلاء الأنبياء سيدنا نوح عليه السلام، فقد أرسله الله عز وجل لدعوة قومه إلى عبادة الله، قال تعالى (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناهم آيةً للعالمين)، ولكن لم يؤمن معه إلا فئة قليلة مما أنزل فيهم عقابه عز وجل، وكان العقاب هو الطوفان الذي أغرقهم جميعاً إلّا من كان مع نوحٍ من المؤمنين.
قصة الطوفان
أمر الله تعالى سيّدنا نوح أن يبني سفينةً ويأخذ معه المؤمنين، وأنواع الحيوانات للتكاثر فيما بعد، فالطوفان سَيُغرِق جميع أنواع الكائنات الحيّة، قال تعالى (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)، فقام نوح عليه السلام بحمل زوجين من كل نوعٍ من الحيوانات وكلّ من آمن معه، وحمَل أهل بيته من المسلمين، ولكن زوجته وابنه لم يؤمنا ولم يقبلا أن يصعدا إلى السفينة، وقد نادى نوحٌ ابنه وحاول إقناعه بالصعود على متن السفينة، ولكنّه قال بأنّه سيأوي إلى جبل عالٍ يحميه من الطوفان، ولكن لا مفر من عذاب الله تعالى وهو حقٌ على الكافرين؛ فقد كانت المياه تنزل من السماء وتخرج من الأرض حتى أصبح لا مفر ولا مهرب لأحد من المخلوقات إلّا من كان على متن سفينة سيدنا نوح عليه السلام.
مكان رسو السفينة
حدّد القرآن الكريم مكان رسو السفينة، فقال تعالى (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين )، وقال العديد من المفسرين إنّ كلمة جودي تعني جبلاً في الموصل، وتعددت الأقوال عن موقع وجود سفينة نوح منذ العصور الوسطى؛ فقال البعض إنّها موجودة على قمة جبل أرارات، وقد قام فرديدريك بتسلق الجبل باحثاً عن السفينة ولكنه لم يشهدها، واعتقد أنّ السفينة مغمورة بين قمم الجليد، والبعض قال إنّها في شرق تركيا، وآخر الادعاءات قالت إنّها موجودة في اليمن تحت الرمال، في أي مكانٍ كانت فإنّ الله تعالى أبقاها حتى تكون عبرةً للعالمين على عذاب من لا يتبع نبيه ويعبده وحده سبحانه وتعالى.