كنيسة المهد
تقع كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تعدّ الكنيسة من أقدم الكنائس في العالم، بناها الإمبراطور قسطنطين عام ثلاثمئة وثلاثةٍ وخمسين للميلاد، وهي الكنيسة الأولى من بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين استجابةً لطلب الأسقف ماكاريوس في المجمع المسكوني الأول في نيقه عام ثلاثمئة وخمسة وعشرين للميلاد، تعدّ الكنيسة من أعظم الرموز الدينيّة لجميع الطوائف المسيحيّة وتقام فيها الطقوس والاحتفالات الدينيّة منذ القرن السادس للميلاد، ويحجّ إليها المسيحيون من جميع أنحاء العالم، وفي عام 2012 أدرجت منظمة اليونيسكو العالمية كنيسة المهد ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.
سبب التسمية
سمّيت كنيسة المهد بهذا الاسم لأنّ عيسى عليه السلام ولد فيها، والمهد هو السرير الذي يُهيّأ للطفل الرضيع لينام فيه، وقد بنيت كنيسة المهد فوق المغارة التي يعتقد بأن مريم العذراء ولدت فيها السيد المسيح.
تاريخ الكنسية
قام الإمبراطور جوستينيان ببناء كنيسة المهد على شكلها الحالي عام خمسمئة وأربعين للميلاد بعد أن هدمها السومريون، وتعرضت الكنيسة للهدم مراتٍ عدةٍ، حيث هدم الفرس جزءاً كبيراً منها عام ستمئة وأربعة عشر وأبقوا على جزءٍ آخر بعد أن شاهدوا جمال الفيسفساء والفن الفارسي الذي رسم على جدرانها، وفي القرن الثاني عشر أعاد الصليبيون بناء الكنيسة وترميمها وتزيين جدرانها بالرسومات والفسيفساء ولكن لم يبق منها سوى القيل نتيجة تخريبها من طرف جنود الدولة العثمانية.
محتويات الكنيسة
تضم الكنيسة العديد من الآثار والمباني الدينية التي تشكل رموزا هامةً لمختلف الطوائف المسيحية، ومن هذه الرموز: دير الروم الأرثذوكس الذي يقع في الجهة الشرقية من الكنيسة، ومغارة الميلاد وهي المكان الذي ولد فيه السيد المسيح وتعدّ من أقدس بقاع الأرض في الديانة المسيحية، وهي عبارة عن شكلٍ قائم الزاوية مغطىً بالأقمشة الحريريّة لحمايته من الحرائق، وكتب بالقرب منه "هنا ولد السيد المسيح" باللغة اللاتينية، و تقام الاحتفالات الدينية في عيد الميلاد من كلّ عام عند هذه المغارة، وكما تحوي الكنيسة أيضاً دير الأرمن الذي يقع إلى الجنوب الغربي منها، وكنيسة القديسة كاترينا الاسكندرية التي بنيت على النمط الباروك، ويقع أسفل هذه الكنيسة مجموعةٌ من المغر والممرّات والمعابد المقدسّة من ضمنها مغارة ايرونيموس ويعود تاريخها إلى العصور القديمة، وصومعة القديس ايرونيموس، وأيضاً قبور تذكاريّة تعود للقديستين بولا واستوكيا وايزينيوس، كما يوجد بها أيضاً مزاراً للقديس يوسف، وممرّاً يؤدّي إلى مغارة الميلاد.