لقمان الحكيم
رجل حكيم، ذكر في القرآن الكريم، في سورة سميّت باسمه، وهي سورة لقمان، وترتيبها في القرآن واحد وثلاثون، وعدد آياتها أربعة وثلاثون آية، وتشير الروايات إلى أنّ اسمه هو لقمان بن ياعور، عاش في زمن النبي داود -علية السلام- وتعلّم منه، على الرغم من أنّ القران الكريم لم يشر إلى أيّ دلائل عن العصر الذي عاش فيه، وقيل بأنّه كان يمتهن النجارة، وفي روايات أخرى الخياطة، وقد وصفة النبي -صلّى الله عليه وسلم- بأنّه كثير التفكّر، ويحبّ الله، ويحسن الظن به، فوهبه الله الحكمة.
وصايا لقمان
صوّر القرآن الكريم لقمان بأنه رجل منَّ الله عليه بالحكمة، وذلك من خلال القصة التي ذكرها عنه في محاورت لابنه يعظه، وتعد هذه الوصايا من أهم الحكم والمواعظ في الإسلام، وهي:
- النهي عن الشرك بالله، وتوضيح بأنّه ظلم للنفس؛ قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ "
- الأمر ببر الوالدين وطاعتها والإحسان إليهما، حتى إنّ كانا لا يؤمنان بالله، فطاعتها واجبة على الابن ما لم يكن فيما يكره الله؛ قال تعالى: " وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"
- النهي عن ظلم الناس ولو بقدر بسيط، وهو ما وصفة بحبة الخردل، فالله يعلم كل ما يقوم به عباده، ويحاسبهم عليه حى وإن كان صغيراً، وحتى إنّ ظنّ العبد بأن الله لا يعلم به، فعلم الله يشمل كل شيء فما من ورقة تسقط من شجرة يابسة أو خضراء إلا يعلمها الله.
- الحرص على إقامة الصلاة، بجميع أركانها ووجاباتها، من ركوع، وسجود، وخشوع، وتذلل إلى الله عزّ وجل.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حسب الطاقة والجهد، فمن استطاع بتغييره بيده أي بالفعل وجب عليه ذلك، ومن لم يستطع فباللسان أي بالقول، ومن لم يستطع فبقلبه، أي أنّ على المؤمن أن ينكر جميع المنكرات في قلبه على الأقل.
- وجوب الصبر، وأهميته وأجره عند الله.
- النهي عن التكبر على الناس، وعن ميل الوجه عنهم بقصد الازدراء، وشبه ذلك بالصعر، وهو مرض يصيب الجمال تتسبب في التواء أعناقها.
- التواضع بالمشي، وعدم التبختر بقصد التفاخر على الناس.
- خفض الصوت في الحديث، فأعلى الأصوات هو صوت الحمار.
وهناك العديد من الأقوال المأثورة عن لقمان فيها الدعوة إلى مخافة الله، ورجاؤه، وغيرها من المواعظ منها: ( يا بني جالس العلماءَ وزاحمْهم بركبتيك ؛ فإن اللهَ يحيي القلوبَ بنورِ الحكمةِ ، كما يحيي الأرضَ بوابلِ القطرِ).