السجود
يعتبر السجود لله أحد أهم أركان الصلاة التي لا تصح إلا بها، فمن ترك السجود بطلت صلاته بالكامل ولا تقبل أبداً، وكما نعلم فإن السجود للصلاة المفروضة يؤدى بسجدتين متتاليتين في كل ركعة، وهي تنطبق على جميع الصلوات بلا استثناء.
السجود في معناه العام هو الخضوع والتذلل لله ابتغاء فضله وغفرانه ورحمته، ويتم ذلك بوضع الجبهة على الأرض مع ملامسة اليدين والركبتين والأنف وأصابع القدمين للأرض، وهذه الطريقة تنطبق على جميع أنواع السجود من سجود الصلاة العادية، وسجود السهو، وسجود التلاوة، وسجود الشكر.
سجود الشكر
هي سجدة يؤدّيها المسلم شكراً لله على نعمه التي تفضّل بها عليه أو على قضاء حاجةٍ طال انتظارها كزواج البائر، أو ولادة طفل جديد، أو الحصول على عمل، أو النجاة من مأزق، أو الشفاء من مرضٍ عضال، أو رجوع غائب من بلادٍ بعيدة، أو تحقيق حلم، فيسارع المسلم إلى تأدية هذه السجدة البسيطة تعبيراً عن فرحته بها وشكراً وتعظيماً لله على استجابة دعائه وإتمام الأمر الّذي يريده. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أوّل من سجد سجدة الشكر لله تعالى عقب نزول الوحي جبريل عليه.
كيفية أداء سجود الشكر
لم يرد عن السنة النبوية شرح مفصل عن كيفية أداء سجود الشكر، إلا أنّ الثابت في ذلك هو أنّ سجدة الشكر مرة واحدة تؤدّى بنفس كيفية سجود الصلاة أي بوضع الجبهة والأعضاء الأخرى على الأرض، وقول:" سبحان ربي الأعلى ثلاثاً"، ثمّ الثناء على الله تعالى وشكره على النعمة التي منّ بها عليه بالتضرع إلى الله وتعظيمه وذكر النعمة التي أعطاها الله له، وهنا لا بد من التنبه إلى بعض الأمور المتعلقة بسجود الشكر وهي:
- سجود الشكر يؤدّى بسجدة واحدة فقط وليس سجدتين كما في الصلاة المفروضة.
- يجوز أداء سجدة الشكر دون اشتراط الطهارة كما هو مفروض في الصلاة العادية.
- لا يُشترط لأداء سجود الشكر وقت أو مكان محدد؛ إذ يجوز للمسلم أداؤها في الوقت والمكان الذي يريده، والذي غالباً ما يكون فور سماعه الخبر المفرح كالنصر على عدو، أو الموافقة على عقد عمل، أو الرزق بزوجة، أو مولود، كما يمكن أداؤها بعد أن أبعد الله نقمةً ما كالنجاة من حريقٍ، أو غرق، أو حادث سير .
- يحرم على المسلم أداء سجود الشكر أثناء الصلاة المفروضة؛ لأنها تبطل الصلاة حسبما ورد في مذهبي الحنابلة والشافعية، بل يجب أن يفردها وحدها في وقتٍ آخر خارج الصلوات المعتادة؛ لأنّه إن فعلها داخل الصلاة زاد عليها ما ليس فيها وهذا مُحرّم شرعاً باستثناء من لم يكن على علمٍ بذلك.