محتويات
الحدَيث الشَّريف
لقد اهتم الصَّحابة بالقرآن الكَريم وحفظوا كل ما جاء به آيةً آيةً وسورةً سورة، وحرفاً حرفاً، وكذلك فعل كل من تبِع النبي صلى الله عليه وسلّم وكل من أتى بعده حتى وصل إلينا محفوظاً من التَّحريف والتبديل، كما أنهم اهتموا بجميع أقوال النبي صلى الله عليه وسلّم وأفعاله وقلّدوه وحفظوا كل ما جاء به، فهو الصادِق والمبلِّغ عن الله عز وجل، كما أنه صلى الله عليه وسلًم مأمور من عند الله ومعصوم من الخطأ، قال تعالى: (( وما ينطق عن الهوى* إن هو إلّا وحيٌّ يوحى)) سورة النجم.
عندما خطَب صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع أمر بتبليغ كل ما قاله، فعرف المسلمون أنهم يجب أن يحفظوا كل ما صدر عنه صلى الله عليه وسلّم، وفعلاً فعلوا ذلك حيث رووا الأحاديث عنه، إمّا متواترة باللفظ والمعنى، أو في المعنى فقط، وإما مشهورة، وإما بالأسانيد الصحيحة الثابتة، واتبعوه في صفاته وتصرّفاته حتى أن بعض الصحابة اتبعوا طريقة مشيته صلى الله عليه وسلّم.
تعريف الحَديث الشَّريف
هو كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير، أو صِفة خُلْقيّة أو خَلْقيّة، وقد قلّد الصحابة جميع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلًم، كما أنهم اهتموا به وحفظوه وعملوا بكل ما جاء به.
يعتبر اتباع سنّة الرسول صلى الله عليه وسلّم واجباً على المسلمين، وفيها يكسب المسلم المزيد من الأجر والثواب عند الله تعالى.
أهميّة الحديث الشَريف
- تفسير ما جاء في القرآن الكريم من أوامر وتشريعاتٍ، فمثلاً الصَّلاة أمر الله تعالى بالالتزام بها وتأديتها ولكن لم يفصِّل عدد ركعاتها، وشروطها، وأحكامها، ومواعيدها، وطريقة الوضوء، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم فسّر للمسلمين كل ما يدور حولها وعلّمهم الطَّريقة الصَّحيحة.
- كسْب الأجر والثواب، وعبادة الله تعالى كما أمر وكما يحب، فالذي يقرأ الأحاديث النبويّة الشَّريفة يجد كيفية عبادة الله وطرق كسب رضاه والأجر والثواب.
أنواع الحديث الشريف
تم تصنيف الأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلّم إلى أنواع تبعاً للراوي وطرق روايته، حيث وصل عدد هذه الأنوع إلى خمسة وستين نوعاً، ومن أشهر هذه الأنواع:
- الحديث الصحيح: وهو الحديث الُمسنَد الذي نقل في جميع من رواه عن العدل الضابط من بدايته حتى منتهاه، ولا يكون شاذاً ولا معللاً، ويُعتبر البخاري ومسلم أول من جمع الأحاديث الصحيحة.
- الحديث الحسن: وهو من لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ويكون الحديث ليس شاذاً، وهذا هو تعريف الترمذي للحديث الحسن.
- الحديث الضعيف: هو كل حديث افتقر إلى صفاتِ الحديث الصحيح والحديث الحسن.