كسوة الكعبة
تعتبر كسوة الكعبة المشرفة من أقوى مظاهر التشريف لبيت الله الحرام، وهناك تاريخ عريق للمسلمين في كسوتها، التي برع وأبدع فيها أشهر فناني العالم الإسلامي، وثوب الكعبة هو عبارة عن قطعة من الحرير الأسود المخطوط عليها آيات من القرآن الكريم بماء الذهب، وتبدل هذه الكسوة مرّة كل سنة، خلال موسم الحج، وذلك في صبيحة يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة.
الحكمة من كسوة الكعبة
إنّ الكعبة من شعائر الله، التي أذن بتعظيمها لما فيها من إظهار لعزة الإسلام وأهله، وهي معلم يجتمع إليهه المسلمون على اختلاف أقطارهم ومن شتى بقاع الأرض، حيث جعلها الله قبلة المسلمين، وكسوة الكعبة ليست إحراماً لها فهي جماد لا تحرم ولا تقوم بأي نسك، وإنما يكسوها المسلمون تعبداً لله تعالى، وشكراً له على منته بها علينا، وما يقوم به المسلمون في موسم الحج من رفع ثوب الكعبة المبطن من الداخل بالقماش الأبيض، هو خطوة لكي لا يقوم بعض حجاج بيت الله أو المعتمرين بقطع الثوب بأيّ أدوات حادة للحصول على قطعة من هذا الثوب طلباً للذكرى أو البركة أو ما شابه ذلك، فكسوة الكعبة مستحبّة لما فيها من تعظيم لبيت الله الحرام، حيث كانت معظّمة منذ عهد الأنبياء السابقين.
وصف الكسوة
يستغرق تجهيز كسوة الكعبة عدة شهور، ويتطلّب ذلك مواد كثيرة من الحرير الخالص والمعادن الثمينة، كما يعمل نحو مائة وسبعين حرفياً على هذه الثوب، وتمرّ صناعة الكسوة بمراحل مختلفة إلى أن تصبح جاهزة لتغطى بها الكعبة في يوم عرفات، ويبلغ ارتفاع كسوة الكعبة 14م، وحزامها 95 سم وبطول 47 م، وتحتوي على ست عشرة قطعة، كما يوجد تحت الحزام كتابات من آيات وأدعية كعبارة "يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، الحمد لله رب العالمين"، و الحزام مطرز بتطريز ظاهر ومغطّى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة كاملة، وتحتوي الكسوة على ستار باب الكعبة المسمّى بالبرقع، ويتكوّن من الحرير الخالص، على ارتفاع ستة أمتار ونصف وعرضه ثلاثة أمتار ونصف من الكتابة، والبرقع مطرّز ومغطى بأسلاك فضية مطلية بالذهب، وتتكون الكسوة من خمس قطع رئيسية يتمّ توصيلها مع بعضها البعض، وتغطي كلّ قطعة فيها وجهاً من أوجه الكعبة، أمّا القطعة الخامسة فتغطي باب الكعبة.
مصنع كسوة الكعبة المشرفة
يصنع المصنع المخصص لثوب الكعبة الكسوة الداخلية والخارجية لها، بالإضافة إلى صناعة الأعلام والقطع التي تهديها الدولة لكبار الزائرين، حيث بقيت كسوة الكعبة ترسل من مصر منذ زمن طويل، باستثناء فترات معينة، إلى أن بني مصنع في منطقة إم الجود بمكة المكرمة، وبذلك توقف إرسالها نهائياً من مصر عام 1962م.