مقدمة
نعاني في أيامنا الحالية من انتشار العديد من الأمراض ومن أخطرها مرض السمنة الذي أصبح يلاحقنا بشكلٍ مستمر، والسبب في ذلك راجع إلى الوجبات السريعة التي نتناولها من وقتٍ لآخر، كما أن العادات التي نستمر عليها في حياتنا قد تدمرنا بالكامل، وتؤدي إلى زيادة الوزن بالطريقة غير المحببة، فترهق بذلك أجسادنا وأنفسنا من كثرة التفكير في الشكل الخارجي الذي أصبح غير مقبولاً على الإطلاق.
كيفية محاربة السمنة
وحديثنا اليوم سيدور عن الطرق التي من شأنها أن تساعدنا في التخلص من الوزن الزائد، والتوقف الكامل عن العادات الصحية الخاطئة التي أدت بنا منذ البداية للإصابة بهذا المرض، وإنا نسميه مرض لما له من آثار نفسية وجسمانية وصحية ومخاطر لا مثيل لها على صحتنا بشكلٍ عام، ومن أهم هذه الطرق التي تساعدنا في ذلك ما يلي:
النظام الغذائي المتزن
فالغذاء المتزن يعني أن نتناول الطعام في الفترات المسموح بها بعيداً عن الأوقات التي يجب أن نتوقف بها عن تناول الطعام، كما أنه يعني أن نأكل بالتوازن بعيداً عن الشراهة والأكل العشوائي الذي يضر أكثر من النفع.
التوقف عن الطعام الليلي
وكما تحدثنا في مواضيع مشابهة أن الطعام الليلي هو أكثر المسببات للإصابة بالوزن الزائد أو ما يعرف بالسمنة، ومن الممكن التدرج في هذا الأمر فيصبح بالنسبة إلينا عادة من عادات الطعام التي لا يمكن التخلي عنها، ومن هنا لا بد من التوصل إلى طريقة حقيقية للإقلاع عما يسمى بالطعام الليلي المشبع بالمواد الغذائية التي تتراكم في الجسم على هيئة دهون ومواد أخرى مضرة بصحة الإنسان، وقد تؤدي الزيادة فيها إلى الوفاة على الفور.
الابتعاد عن النشويات والدهون
وهذه من أكثر الأمور والأطعمة المضرة بالإنسان، وتكاد تعتبر عدو الإنسان اللدود، الذي يتربص به من أجل إكسابه الوزن الزائد، وفي ذلك فإن هذا الأمر يجب أن يجري بالكيفية التي تناسبنا، فلا ننقطع عنها مرة واحدة، لأننا سنجد أنفسنا نعود إليها من جديد، ولكن الأولى أن نقوم بالانقطاع عن هذه الأطعمة بشكل متدرج بما يحقق لنا الفرصة الحقيقية للانقطاع المستمر عنها، والاستمرار على ذلك بدون أن يكون هناك أي مضاعفات قد تصيب الجسم بالمرض أو أي خلل آخر، وهذا ما تريده تماما، وعليه يكون من الضروري التوقف عن هذه الأطعمة خاصة في فترة الليل؛ لأنها من أخطر الأوقات لتناول الطعام خاصة المشبع بالدهون.
الاكثار من تناول الفاكهة والخضروات
فتناول الأطعمة الطبيعية التي لا دخل للإنسان في تكوينها تعمل بشكلٍ أساسي على تحسين الصحة الإنسانية بشكلٍ كامل، كما أنها تساعد في الحد من الشراهة أو ما يعرف بالنفس المفتوحة على الطعام، فهي تساعد في سد الشهية، والتقليل من حاجة الجسم للطعام؛ لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الماء وما يعرف بالألياف التي تزيد من رغبة الإنسان في الحركة بعيداً عن الرغبة المستمرة في تناول الطعام، وهذا ما نريده في حياتنا تماما، وتتلخص الحاجة إلى أننا يجب أن نعرف أن الخضار والفواكه بديلاً مهما عن الأطعمة الزيتية أو الدهنية وغيرها.
عصير الخضار الورقية
وهذا ما نصح به طبيب مختص في مجال صحة الإنسان، وهو الدكتور أوز، الذي يأتي برنامجه بشكل دوري على قنوات تلفزيونية، حيث يقدم نصائح متخصصة في التخلص من الوزن الزائد وكانت أولى هذه النصائح أن تقوم المرأة أو الرجل على حد سواء بعصر الأوراق التي تكون في الخضار سواء أكانت الجرجير أو السبانخ أو أوراق الفجل، ويتم عصرها بالكامل، ثم يؤخذ منها كوب كبير بشكل يومي، فهذا يعمل على غسل الكلى، وغسل الأجزاء الداخلية في جسم الإنسان، كما أنها تساعد في الحفاظ على ليونة الجسم، وتماسكه والوصول إلى حد الإشباع بشكل ملفت، ومن الممكن أن تتسبب في نقصان الكثير من الوزن في ظل المداومة على برنامج غذائي من أجل تخفيف الوزن.
الجري بشكلٍ مستمر
والجري من الرياضات الحرة التي تهتم بتوزيع الدهون على الجسم بالكامل، وتعمل على تحفيز الخلايا الدهنية من أجل الانتشار في الجسم بما يحقق الملائمة بصفة عامة في شكل الجسم، فيبدو الجسم كأنه بدأ في خسارة الوزن، ولكن قد تتوزع الدهون في بادئ الأمر، ثم تبدأ عملية التكسير لنتخلص من الكمية الهائلة المتراكمة من الدهون، خاصة حول منطقة الخصر والأرداف، ومن يريد حقاً أن يخسر وزنه فعليه أن يمارس الجري بشكلٍ دوري، ولو ثلاث مرات أسبوعياً، فهذا يعني أننا على الدرب الصحيح، ومن الممكن أن نخفض من الوزن الزائد في مدة قصيرة جداً.
رياضة لمدة نصف ساعة يومياً
فرياضة لمدة نصف ساعة فقط كفيلة بأن تخفف من الوزن المطلوب، وأن نخسر من الوزن الزائد ما قيمته 350 جرام يوميا، وهذه كمية ليست قليلة مقارنة بأننا من الممكن أن نزيد من الرياضة أو الأعمال المنزلية لنصل إلى خسارة قرابة النصف كيلو يوميا، وهذا شيء عظيم، خاصة لمن له القدرة الكبيرة على ممارسة التمارين والبقاء طوال اليوم في حالة حركة مستمرة.
أخطار السمنة
وهناك العديد من الأخطار التي تقع على كاهل السمين؛ لأنها تضره بالشكل الكبير، وتؤذي حياته، ومن أهم الأمراض التي قد تصيبنا نتيجة زيادة الوزن أو ما يعرف بالسمنة ما يلي:
تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
ولعل الكثير منا في الوقت الحالي يعاني من أمراض أخطر من أمراض القلب كالسرطان وغيرها، ولكن ارتباط السمنة بمرض القلب بشكل أساسي جعلنا نقف ونفكر في العواقب التي قد تقع علينا في حياتنا بسبب هذا المرض اللعين ألا وهو السمنة، فالسمنة طريقك الأوحد للإصابة بكافة الأمراض التي ظننت في يوم من الأيام أنها بعيدة عنك وعن حياتك، ولا يمكنك الاعتماد على الحظ في التخلص من الوزن الزائد لأن ذلك يعني أنك لن تخسر الوزن الزائد في حياتك، وحتى إن لم تكن تعاني من زيادة مفرطة في الوزن فإن هذا لا يعني أن نخفق في التعامل مع الوزن الذي لدينا، فلنحاول بكل الطرق المتوفرة أن نكون على قدرٍ عالٍ من المسؤولية تجاه أنفسنا، ونعمل على تخفيف الوزن بما يحقق الراحة والأمان.
تعتبر الطريق الأقصر للموت السريع
ولعل هذه هي الحقيقة المرة التي يجهلها الكثيرين، فالسمنة هي الموت السريع بحد ذاته؛ لأنها لا تتعلق بالمظهر فحسب، بل إنها تتعلق بالعديد من أمور الحياة كأمراض السكري والضغط وارتفاع في الكوليسترول في الدم كل هذه الأمور وغيرها تسبب الموت السريع لحياة الإنسان، وتعمل على إنهائها بالشكل الذي لا تريده أنت لحياتك.
وختاماً بادر عزيزي القارئ بالتعامل الفوري مع صحتك على أنها الكنز الذي لا تريد أن تخسره في حياتك مهما كلف الأمر، وكن رقيبا على ما يحدث في حياتك، واحفظ وزنك تحفظ حياتك كما تريد، وكن متفائلاً أن مشكلة الوزن الزائد من الممكن أن تتخلص منها بالسرعة التي تريد فقط إن توفر فيك العزم والإصرار على ذلك، ولا تتوانى ولو قليلا، وبادر اليوم قبل فوات الأوان، ولا تضع العقبات أمامك مهما بلغ الأمر، فكل ما سيحدث أنك ستعمل على تغيير نظام حياتك الغذائي وتخفف من أكلك فقط، لتنعم بالصحة الكاملة.