الرسالة الإسلاميّة
جاءَ الإسلام بالرّسالة الخالدة عن طريق الوحي من الله عزَّ وجلّ إلى النبيّ الأُميّ الأمين مُحمّد عليهِ الصّلاة والسّلام، فكانَ بدءُ الرّسالة حينَ جاءَ جبريل أمينُ الوحيّ إلى النبيّ عليهِ الصّلاة والسّلام وهوَ يتعبّدُ اللهَ تعالى في غارِ حراء، فأوحى لهُ بأوّل آياتِ القُرآن الكريم، فكانت الرسالة وكانَ الإسلام.
نزل القرآن الكريم بالوحي الصّادق الإلهي إلى النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم، والقُرآن الكريم هوَ مُعجزةُ الله الباقية والحاضرة التي تحدّى بها الإنس والجنّ أن يأتوا بمثلِها، ومُعجزةُ القُرآن الكريم هيَ سببُ إيمان النّاس وتصديقهِم برسالة النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم. إذا أردنا التّحدّث عن مصادر التّشريع الإسلاميّة، فإنّنا نجد أوّل هذهِ المصادر التشريعيّة القُرآن الكريم، ومن ثَمَّ الحديثُ النبويّ الشّريف. فما هوَ الحديث؟ وما هيَ أصنافهُ ودرجاته؟
الحديث النّبويّ
هوَ كُلّ ما وردَ عن النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاة والسلام من أقوالٍ أو أفعالٍ أو تقاريرٍ- والتقرير هوَ ما سكتَ عنهُ الرسول عليهِ الصّلاة والسّلام فأقرَّهُ - أو صفاتٍ خَلقيّة أو خُلُقيّة. وقد وصَلَ الحديث الشّريف إلينا في زماننا هذا من خِلال الرواية المُتواترة جيلاً عن جيلٍ عن النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم، وبفضلِ عُلماءٍ أجلّاء حفظوا هذا الحديث وجعلوا لهُ عُلوماً تتعلّق بطريقةِ تصحيحِ الحديثِ، ومعرفةِ طُرُق الحديثِ، وبيان ثقة الرُّواةِ وأحوال نَقَلةِ الحديث، وذلك ما يُدعى بعلم الجَرْحِ والتّعديل؛ حيث يُقيِّم هذا العِلم رِجالَ الحديث الذين رَوَوُا عن رسول اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّم إلى رجالٍ عُدولٍ ثِقات لهُم من الحفظِ والأمانةِ ودقّة النّقلِ ما لهُم.
ويُظهر هذا العلم الرّجال الذينَ عُرفَ عنهُم الضّعف والوَهن والنّسيان أو الكذب والتّدليس والوَضْع على رسول اللهِ كالكذّابين الذين أدخلوا في سُنّة رسول الله ما ليسَ منها، فكانَ أهلُ عِلمِ الجَرْح والتّعديل لهُم بالمِرصاد، حافظينَ بذلكَ سُنّة رسول الله عليهِ الصلّاة والسّلام وحديثهِ النّبويّ الشّريف.
درجات الحديث النّبويّ الشّريف وأنواعه
صنّفَ أهلُ العِلم كالإمام المُحدّث ابن كثير في الباعث الحثيث والحاكم أبي عبدالله النيسابوري للحديث خمسةً وستين صنفاً، وهي درجات الحديث من حيث الصحّة والضّعف وما فيهِ من الرّجال والمتون؛ فالحديث هوَ سندٌ يُقصدُ بهِ سلسلة الرواة من الرجال، ومتنٌ الذي هو مادّةُ الحديث النبويّ الشّريف وموضوعه.
من أشهرِ أصناف الحديث ودرجاتِه هوَ الحديث الصّحيح، وهوَ الحديث المُسند والذي يتّصل إسنادهُ بنقل العَدْل عن الضّابط العَدْل إلى مُنتهاه، ولا يكونُ مُعلّلاً ولا شاذّاً، وهذا هوَ تعريف الإمام ابن كثير في كتابِه الباعث الحثيث، أمّا بقيّة درجات الحديث المعروفة هيَ الحَسَن، والضّعيف، والمتّصل، والمُسند، والمرفوع، والموقوف، والمقطوع، والمُرسل، والمنقطع، والمُعضَل، إلى خمسٍ وستينَ صنفاً كما أوردنا سابقاً.