مفهوم الحد في الإسلام

كتابة - آخر تحديث: ٠:٣٧ ، ١٧ أكتوبر ٢٠١٦
مفهوم الحد في الإسلام

الحدود

جاءت الشّريعة الإسلاميّة من أجل سعادة البشريّة جمعاء، ولحفظ المقاصد الشّرعيّة التي لا تستقيم حياة النّاس دون تحقيقها ورعايتها، ومنع الاعتداء عليها، ومن بين الأمور التي شرعها الله سبحانه وتعالى وتضمّنتها شريعته الغرّاء الحدود، فما هو معنى الحدّ لغةً واصطلاحاً ؟ وما هي أهميّتها ؟ وما هي حدود العقوبات في الإسلام؟


تعريف الحدود لغة

يُعرّف الحدّ لغةً بأنّه الشّيء الذي يفصل بين أمرين أو شيئين، وهو الحاجز الظّاهر البيّن الذي تدركه الأبصار، ويكون مانعاً من اختلاط الشّيء بالشّيء، ومن ذلك جاء مفهوم حدود الدّول والأقطار، فعندما تقول إنّ بين دولةٍ وأخرى حدوداً فهذا يعني الحواجز والفواصل التي تفصل كلّ بلدٍ عن الآخر، وتتحدّد بناءً عليها الأراضي والمساحات التي تتبع كلّ دولة، وتكون تلك الحدود حرماً يُمنع الاعتداء عليه من قبل كلّ طرف.


تعريف الحدود في الاصطلاح

مفهوم الحدود في الإسلام يُطلق على ما شرعه الله سبحانه وتعالى من أحكامٍ منظّمة لحياة المسلمين، وما وضعه من حدود في العقوبات وغير ذلك، قال تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا) [البقرة:237]، وقال أيضًا: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا) [البقرة:187].


أهميّة الحدود

لا شكّ بأنّ أهميّة الحدود في الشّريعة الإسلاميّة كبيرة، فما شرعها الله سبحانه وتعالى عبثاً حاشاه سبحانه؛ بل هي أحكام أنزلها الله بعلمه وتقديره لما يصلح البشر، ويكون فيه خيرهم وسعادتهم في الدّنيا والآخرة، كما يكون في تطبيق تلك الحدود ورعايتها سبباً في تحقيق مقاصد الشّرع في حفظ النّسل والعقل والدّين والمال والنّفس، فحدّ الزّنا الذي جاءت به الآيات الكريمة يأتي لحفظ النّسل والأنساب من الاختلاط والعبث، وحدّ السّرقة يأتي لحفظ أموال النّاس وممتلكاتهم، ومنع الاعتداء عليها.


تكمُن أهميّة حدود الله تعالى في أنّها توضّح للمسلمين ما لهم وما عليهم من حقوقٍ وواجباتٍ ومسؤوليّات، وتُعتبر أمراً منظّماً لحياتهم، وتدفع عنهم شر البغي والظّلم والضّلالة؛ ففي مسائل الزّواج والطّلاق وضعت الشّريعة الإسلاميّة للمسلمين المنهج الواضح والحدود التي تضمن حقوق كلّ طرفٍ وتمنع الاعتداء عليها، كما أنّ أهميّة تطبيق حدود الله تعالى تكمن في أنّها تجلب الخير والبركة والأمن للمسلمين.


الأعمال التي توجب الحدود

من بين الحدود التي وضعتها الشّريعة الإسلامية في مجال العقوبات حدّ الزّنا، والسّرقة، وقذف المحصنات الغافلات، وحدّ شرب الخمر، وهذه الحدود لا مَجال للشّفاعة فيها إذا ما وصل أمرها للحاكم؛ لقول النّبي عليه الصّلاة والسّلام (وايم الله لو أنّ فاطمة بنت محمّدٍ سرقَت لقطعتُ يدها) [صحيح بخاري ومسلم] .

999 مشاهدة