سيدنا إبراهيم عليه السلام
ورد ذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم في خمسة وثلاثين موضعاً، وهو أبو الأنبياء، بعثه الله سبحانه وتعالى لدعوة الناس إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن الشرك به، ويلقب سيدنا إبراهيم بـ"ابراهيم الخليل".
كما ورد في القرآن الكريم ذكر قصته مع ولده سيدنا إسماعيل عليه السلام عند الكعبة المشرفة، وقصة مقامه في هذا المكان المقدس، عندما نادى بالحج لأول مرة في التاريخ الإسلامي، وهو أول من حج في بيت الله الحرام.
مقام سيدنا إبراهيم
يقع مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام على بُعد عشرة أمتار فقط من بوابة الكعبة المشرفة الأمامية، وهو عبارة عن حجر أثري، وكان سيدنا إبراهيم قد عمل على إحداث نتوءات وشقوق في الحجارة، وكان هذا المقام موضع وقوف إبراهيم الخليل عليه السلام للنداء بالناس للحج لأول مرة في الإسلام والأذان من فوق هذا الحجر الأثري.
ما زالت آثار أقدام سيدنا إبراهيم عليه السلام في الموضع إلى وقتنا هذا، وكان هذا الأثر قد تُرك بعد أن غاصت قدماه به، ويؤدي المسلمون في وقتنا هذا خلف المقام ركعتي طواف في موسم الحج.
يتخذ مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام شكلاً مربعاً ذا لون ممزوج ما بين الصفرة والسواد والبياض، ويصل طوله إلى حوالي نصف متر تقريباً، ويكتسي بواجهة مصنوعة من الزجاج ويعلوها غطاء مصنوع من النحاس، وتكتسي أرضيته بالرخام وكان الحجر يمتاز بالرخاوة هذا ما ساعد على غوص قدميه وترك أثر عميق فيه، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المسلمين على اتخاذ من المقام مصلى لهم، فقال تعالى في كتابه العزيز الحكيم "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" صدق الله العظيم.
قصة إبراهيم عليه السلام
أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة في موضعها الآن، فتوجه إلى مكة المكرمة وأخبر إبراهيم ولده إسماعيل عليهما السلام بذلك، ويقال بأن وحي الله جبريل عليه السلام هو من دله عليه السلام على موضع بناء البيت الحرام، وعلى الفور كان رد إسماعيل عليه السلام لأبيه إبراهيم قائلاً له أطع ربك.
فبدأ نبيا الله عليهما السلام بالبناء، فكان إبراهيم قد بدأ بإقامة البناء وتولى النبي إسماعيل عليه السلام مناولته الحجارة، وكانا ينتقلان من ناحية إلى أخرى حتى أكملا وأطاعا الأمر الإلهي على أكمل وجه، وعندما شارفا على الانتهاء من ذلك طلب إلى إسماعيل أن ينتقي له أفضل الحجارة ليضعها في أعلى البناء لتكون معلماً فيما بعد للأمم اللاحقة، فجاءه وحي الله جبريل عليه السلام بحجر من الجنة ووضعه في المكان المخصص له وهو الحجر الأسود، وعند الانتهاء جاء الأمر الرباني بأن ينادي بالحج ويؤذن بالناس من أعلى هذا البناء، وأدى النبيان مناسك الحج بعد أن أملى عليهما جبريل كيفية ذلك.