تحليل وتصميم النظم

كتابة - آخر تحديث: ١٢:٥٥ ، ١٧ مايو ٢٠١٥
تحليل وتصميم النظم


تحليل وتصميم النظم

إن تحليل النظام هو مجموعة من العناصر المترابطة فيما بينها والتي نجدها تتفاعل لكي تقوم بوظيفة محددة، وذلك بدافع وبغرض تحقيق هدف ما معين ، أو لتحقيق مجموعة أهداف.

والانظمة نجدها في كل مكان فحياتنا بشكل عام تسير وفق نظام محكم مترابط ومتفاعل فيما بينه وهنالك عدة صور واشكال وصور للانظمة فهنالك انظمة في الكون كنظام الشمس وانظمة في الدول كالنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي والنظام الساسي وغيرها من الانظمة ويمكن اطلاق لفظ ومصطلح الانظمة على انظمة الكمبيوتر وانظمة المعلومات ،وربما نجد نظاماً ما ولا يعمل بشكل جيد، أو يعاني من خللٍ و ضعف ما و مع هذا يبقى ويظل اسمه نظام. فسنجد أن نظام المعلومات المحوسب مثلاً في شركةٍ ما نجده يشتمل على عناصر المكونات المادية والتي يطلق عليها اسم hardware، ومن البرمجيات والتي يطلق عليها اسم software، ومن البيانات والتي يطلق عليها اسم data ومن الأفراد العاملين،وكذلك من الإتصالات المتعددة communications وغيرها من العناصر الأخرى والمترابطة والمتفاعلة والمتداخلة مع بعضها البعض ، والتي بدورها ستعمل وتعمل على تحقيق وإنجاز أهداف هذه الشركة .


ما المقصود إذن بتحليل النظام System analysis:

إنها كما سنرى سلسلة من الخطوات والإجراءات والمهام لتصميم وبناء نظام محوسب فعال في أي بيئة كانت ونعني هنا بمصطلح التحليل analysisهو الفهم التام والإدراك للنظام القائم المطلوب منا تحويله إلى شكل محوسب ، بحيث يتم من خلاله تحليل مكوناته وعناصره الموجودة إلى جزيئات صغيرة تصل بالنهاية إلى وضع و تقديم مفهومنا وتصورنا الملائم لوضع هذا النظام المحوسب الجديد . وتستخدم هذه الخطوة الهامة أينما كان سواء كان النظام المحوسب هذا مصمم عندنا تصميما محلياً أو هو عبارة عن نظام جاهز.

وبموجب هذا التحليل الدقيق يمكننا بناء نظام محوسب جديد ويختلف شكلاً ومضموناً وفعاليةً تماماً عن النظام اليدوي أو يأخذ جوانب وجزئيات منه ويترك أخرى ويعمل بعد ذلك على تطويرها وتحسينها بما يتلائم والحاجات والتصورات والأفكار والتطورات الجديدة ، وهو كذلك تحليل للمشكلات والصعوبات والمعوقات والتعقيدات والمسائل التي كانت تصاحب العمل اليدوي قبل ذلك التاريخ والعمل ، من ثم على وضع الحلول لها من خلال الحوسبة أو النظام الفعال المحوسب.


ونرى أيضا أنه عندما يكون التحليل هذا منجزاً نستطيع القول بعدها بأننا فعلاً نجحنا وبرعنا في بناء نظام محوسب بشكل جيد . وإن هذه الخطوة تعتبر هي الأهم على الإطلاق وهي كذلك مفتاح فشل أو نجاح الحوسبة بشكل عام أو جزئي لأن هذا التحليل سيضع أمام أعين كل المحللين كل شاردة و واردة و كل صغيرة وكبيرة ومجهولة و سيعملون على وضع الحلول لها إثر ذلك والتعامل معها آلياً دون أية مفاجآت وطوارئ تذكر أثناء التنفيذ؛ فالحوسبة كما سنرى ليست هي مجرد أجهزة وبرمجيات ومبرمجين ومحللين فقط .


وتبدأ عملية التحليل الدقيقة تلك من خلال ، بناء نماذج وموديلات عديدة للنظام المستهلك اليدوي القائم. وهذه النماذج والموديلات ستكون مهمتها وصف وشرح إجراءات وخطوات الفعالية فيها ، فمثلاً لنظام الإعارة أو الجدولة أو الفهرسة في المكتبات فإن خطوات وإجراءات العمل تحلل هنا إلى خطوة إثر خطوة وترسم بعد ذلك على شكل نموذج وموديل وإطار يعكس بوضوح الإجراءات اليدوية وطريقة تدفق وانسياب وحركة البيانات والمعلومات فيها ، و ذلك أثناء تنفيذ وإجراء عملية الفهرسة مثلاً أو الإعارة ، و تقيد كذلك هذه النماذج واللوائح المرسومة للرفوف بشكل مرن وسلس ودقيق بعيداً كل البعد عن التعقيد والغموض والإزدواجية والتناقض التي قد تصاحب من الممكن التحليل المعتمد على الكلام النصي فقط.


وسنجد كذلك أن تعريف هذه النماذج والموديلات والإطارات تكون على عدة أنواع وأشكال ومنها هو الآتي :


أولاً- النماذج والموديلات العامة والتي تشرح وتوضح البيانات والمدخلات Data


ثانياً- النماذج وكذلك الموديلات المتعددة والتي تشرح وتوضح أيضاً الإجراءات Processes.


ثالثاً- كذلك النماذج والموديلات والتي تبين وتشرح وتوضح وتظهر بشكل دقيق تدفق المعلومات في هذا النظام .


إذن ما هي أهمية التحليل في الحوسبة هنا :

أولاً- لبناء نظام محوسب دقيق وجديد وفعال ويختلف تماماً عن النظام اليدوي القديم كلياً أو جزئياً.


ثانياً- وأيضا لإجراء تعديلات وإصلاحات على نظام محوسب قائم سابقا كلياً أو جزئياً.


وهكذا نجد بأن التحليل هو خطوة أساسية وهامة ومطلوبة ويجب أن تحسب جيداً وبدقة خلال كل مرحلة التخطيط له وذلك من أجل الحصول على ما يلي:

أولاً- لكي نحصل على آلية عمل الفعاليات القديمة اليدوية خطوة خطوة.


ثانياً- وللحصول على حجم البيانات المستخدمة وأسلوب تنظيمها وعملها وتدفقها.


ثالثاً- للتأكد من إلمام العاملين المعنيين بهذه الخطوات والمبادئ وآلية عملهم.


رابعاً- لمعرفة ماهية وحجم الإختناقات والمشكلات والمسائل والإشكاليات التي تعترض العمل وتدفق البيانات.


وبذلك نرى ونلاحظ ونجد أن تحليل النظام هو عبارة عن دراسة تفصيلية دقيقة ومتطورة لفهم النظام القائم القديم والوقوف على مشاكله من أجل بناء وتطوير نظام يكون أفضل منه.

والنظام هو من الامور التنظيمية للحياة ولكافة الامور في الحياة فبدون الانظمة تصبح الامور عشوائية وغير منظمة ولا يمكن نجاحها ولهذا النظام طرق ووسائل لفهمه ولتحليله للحصول منه على معلومات قيمة لاتخاذ قرارات مهمة ومصيرية في الحياة ولها بالغ الاثر في سير الكون والحياة والمجتمع ومن فيها من افراد وذلك يعتمد بشكل كبير على تحليل الانظمة و فهمها بشكل واضح .

2,105 مشاهدة