محتويات
مقدمة
تعد المشاعر صفة إنسانية موجودة في جميع البشر و اختلفت الآراء حول التعبير عن هذه المشاعر ، فالمشاعر هي ما تحركنا نحن كبشر و هي التي تحفزنا أو تحبطنا فهي المجذاف الذي ينقلنا من حالة إلى أخرى ، فالمشاعر لديها أولوية كبيرة و ترى مشاعر كل إنسان تنعكس جلياً على وجهه . دعونا نناقش هذا الموضوع و نرى الآراء المتعلقة به:
المهارة التي تحقق النجاح الاجتماعي في إطار من الصحة النفسية
- هل تعبر عما تشعر به؟
- إذا طلب منك صديق طلبا غير مقبول هل تعتذر له ببساطة؟
- هل تجد صعوبة في رفض سلعة أو بضاعة يعرضها عليك بائع لحوح؟
- هل من السهل عليك أن تتقدم بالتماس لطلب معونة مادية لشيء مهم؟
- هل تستطع أن تعبر بسهولة ويسرعن حبك أو استلطافك لبعض الأشخاص أو الأشياء؟
- إذا سمعت أن أحد الأشخاص يشيع عنك أخبارا مسيئة هل تتردد عن مفاتحته وإيقافه عن ذلك؟
- هل تجد صعوبة في مدح أو نقد الآخرين؟
- لماذا يجب أن تنمى هذه المهارة ؟
أهمية التعبير عن المشاعر
يوجد أكثر من سبب يجعلنا نشجعك على تنمية مهارة التعبير عن المشاعر وتأكيد الذات كطريق للصحة النفسية، من بينها أنها:
- تساعد على التواصل الإيجابي بالآخرين مما يمكنهم من التنبؤ الجيد بتصرفاتك ومعتقداتك في مناخ من الطمأنينة لك والثقة بقدراتك في الحياة والعمل
- تمكنك من تجنب كثير من جوانب الإحباط والفشل لأنها ستمكنك من الخروج من المواقف الحرجة بلباقة
- ومن ناحية أخرى، عادة ما يحصل المدربون في هذه الخاصية على مكاسب وفوائد إيجابية في مجالات العمل والمهنة أكثر ممن هم أقل قدرة على تأكيد الذات
- كذلك تبين أن التعبير الإيجابي عن النفس والتصرف بإيجابية مع الناس يعود علينا بإيجابية مماثلة، مما يساعد علي خلق حلقة حميدة من العلاقات الاجتماعية القائمة على تحقيق المكاسب المتبادلة.
- كذلك بينت البحوث والدراسات العلمية أن الأشخاص الذين يتصفون بالحرية في التعبير عن المشاعر وتأكيد الذات يتكلمون أكثر من غيرهم، ويعبرون عن مشاعرهم في داخل الجماعة بحرية أكبر، لهذا فهم يعطون للآخرين فرصة أكثر للتعبير المماثل عن مشاعرهم. ومن ثم، فإن التعبير عن المشاعر بثقة يخلق جوا إيجابيا، سهلا. كما يساعد على تنمية علاقة سهلة ودافئة بالآخرين، وأن يكون مصدرا لإشاعة جو من الطمأنينة المتبادلة، والتواصل الإيجابي بالآخرين
- يسهل على من يتصف بهذه القدرة أن يحقق أحد المتطلبات الرئيسة للصحة النفسية والعضوية بشكل عام وأن يتمكن من مقاومة الآثار السلبية للضغوط النفسية وضغوط العمل والدراسة بشكل خاص
ما الذي عليك أن تعمله لتدريب هذه المهارة
- تجنب نوبات الحنق و ثورات الغضب والقلق الشديد، فأنت عندما تترك هذه الانفعالات السيئة تتملكك تسمح للانفعال أن يسيطر عليك، وأن يكون هذا هو أسلوبك في مواجهة مختلف أنواع الضغوط، على عكس ما تتطلبه هذه الخاصية من مرونة واستجابة لكل موقف بما يتطلبه من مشاعر وتعبيرات.
- إذا كانت بعض تصرفات زملائك أو أطفالك أو أفراد أسرتك تثير انفعالك الدائم، فمعنى ذلك أنك تسمح لهم باكتشاف أحد نقاط الضعف، التي يمكن أن تستغل منهم حتى ولو بحسن نية لإثارتك. ناهيك عن أن البعض من غير المقربين قد يتمنون إثارتك لإظهارك بصورة إنسان أحمق ومنفعل وطائش.
- انتبه لطريقتك في الاستجابة للأمور بحيث تكون قادرا على التعبير عن مشاعرك بصدق حتى وأنت في قمة الانفعال .
- تعلم بعض المهارات الاجتماعية التي تمكنك من التعبير عن مشاعرك بتلقائية وبطريقة غير مصطنعة أو منفعلة
- تجنب الدخول في المنافسات والمواجهات الحمقاء مع الآخرين ولا تسمح لهم أن يجروك لذلك
- اعمل على تنمية توجهات ودية وخالية من العداء والمكابرة والتعدي على أدوار الآخرين. فمثلا عند التعامل مع الرؤساء أو الأساتذة، أو المشرفين، تذكر أن دورهم يتطلب إعطاء أوامر أو توجيهات.
- امنحهم السلطة التي يتطلبها أداؤهم للدور الممنوح لهم. تذكر أيضا انك تقوم بدور مماثل في مواقف أخرى، وأن القدرة على تأكيد الذات في مضمونها الصحي هي أن تخرج أنت والأطراف الداخلة معك في مختلف العلاقات الاجتماعية بالظفر والكسب المتبادل ما أمكن
- لا تسرف في المجادلة، أو محاولة إظهار أننا دائما على حق، أو أن أي رأي آخر غير منطقي مقارنة بما نقدم من آراء آو وجهات نظر، ولهذا فالشخص القادر على التعبير عن مشاعره يتجنب المكابرة عند الخطأ، لأنه يعرف جيدا أنه بهذا لا يعالج مشكلة بل يخلق مشكلة إضافية قد تكون أسوأ مما لو أنك قد اعترفت بالخطأ وسمحت للأمر أن يسير على النحو الطبيعي وأظهرت انك لم تكن تعنى ما حدث من أخطاء، وانك ستراعى مستقبلا أن تتجنب ذلك.
- ومهارة التعبير عن المشاعر وتأكيد الذات تمكنك أيضا من أن ترفض بمهارة أن يجرك أحد إلى مجادلة أو مناقشة سخيفة، أو مملة، وأن ترفض بوضوح الدخول في مهاترات، أو جدل، وأنك لن ترضى بأقل من مناقشة هادئة قائمة على الاحترام المتبادل.
فالغالبية العظمى من هذه النصائح تأتى من ظروف مختلفة، وتوضع من وجهة نظر مختلفة، وتعبر عن احتياجات خاصة لدى هؤلاء الآخرين. كما أنها تعكس في الغالب، دوافعهم الشخصية التي مهما بلغ نبلها، فإنها قد لا تعكس تماما فهمك الخاص للموقف الذي تتفاعل معه.
ولا تتعارض مهارة التعبير عن المشاعر وتأكيد الذات، مع محاولة أن تستفيد من ملاحظة الآخرين، وخبراتهم في التعامل مع المواقف المماثلة. فملاحظتنا للآخرين، واستفادتنا من تجاربهم -في وضعها الأسلم تفتح أمامنا آفاقا واسعة من النجاح في حل المشكلات المماثلة وتطوير مهاراتنا بشكل يمكننا من التغلب على ضغوط الحياة وإحباطاتها. فتعلم منذ الآن كيف تعبر عن مشاعرك بصدق وبأمان وطمأنينة.