رسالة الإسلام
تميّزت رسالة الإسلام عمّا سبقتها من الرّسالات السّماويّة أنّها كانت رسالة عالميّة، ففي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّه قال: (( أعطيت خمساً لم يعطها نبيّ قبلي، .. ))، وذكر من بينها أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام أرسل للنّاس كافّة، فرسالة الإسلام لم تحدّد بأقوامٍ معيّنين كما حصل مثلاً مع نبيّ الله موسى عليه السّلام الذي أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل، وإنّما هي رسالة موجّهة للنّاس كافّة بجميع أعراقهم وأجناسهم وألوانهم، فما هو مفهوم عالميّة الإسلام ؟ وما هي مظاهر تطبيق عالميّة الإسلام في حياة المسلمين ؟
مفهوم عالميّة الإسلام
- قال تعالى في سورة الفرقان: ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً )، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم وسمّاه فرقانًا لتفريقه بين الحقّ والباطل، ومن خصائص هذا القرآن العظيم أنّه هيمن على جميع الكتب السّماويّة التي سبقته ونسخها بما اشتمل عليه من شرائع وأحكام تصلح دستوراً لحياة النّاس إلى قيام الساعة.
- هذا الدّستور العظيم لم يفرّق بين عربيّ أو أجنبيّ، بل لم يفرق بين أبيضٍ أو أسود، فكلّ المسلمين في ميزان الإسلام واحد، وإنّ معيار التّفاضل بينهم هو التّقوى والالتزام بشريعة الرّحمن، فأكرم المسلمين عند الله أتقاهم له سبحانه، وقد اشتمل هذا الكتاب العظيم على آيات البشارة بالجنّة لمن سلك طريق الإيمان من البشر، كما اشتمل على آيات الوعيد بالنّار والعذاب لمن أبى شريعة الرّحمن وسلك طريق الشّيطان.
- قال تعالى ( وما أرسلنك إلاّ رحمةً للعالمين )، فهذه الآية الكريمة تدلّ على عالميّة الإسلام وشمولية رسالته للنّاس كافّة، فالنّبي عليه الصّلاة والسّلام ومن مقاصد بعثته ورسالته وأهدافها شمول الرّحمة لمن اتبع هذه الرّسالة من النّاس، والرّحمة تكون من خلال اتباع طريق الإسلام الذي هو طريق النّجاة ودخول الجنّة.
مظاهر عالميّة الإسلام في حياة المسلمين
إنّ موقف المسلم اتجاه خاصيّة عالميّة الإسلام ما يلي:
- أن يحمل المسلم همّ الدّعوة إلى دين الله تعالى إلى جميع البشر، فالمسلم يسوؤه أن يرى أحداً من النّاس لم تبلغه رسالة الإسلام، كما يسوؤه رؤية أحدٍ يدين ديناً غير الإسلام، وفي الحديث الشّريف ترغيبٌ للمسلم في ذلك حينما قال: ( لأن يهدي به الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النّعم ).
- أن يتصدّى المسلم لأيّة إساءةٍ لهذه الدّين العظيم، فكثيراً ما تخرج بين الحين والآخر أصوات تشكّك في الإسلام وعقيدته، وعلى المسلم وانطلاقاً من عالميّة الإسلام أن يتصدّى لها بقوّة حتّى يطرق صوت الحقّ والمنطق مسامع النّاس في جميع أنحاء العالم.