محتويات
الحج
يعتبر الحج أحد أركان الإسلام حيث أجمع العلماء على فرضية هذا الركن، وإنّه واجب على المكلف مرة واحدة في العمر،[١] قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[٢] وفي الحديث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا)[٣]
خطوات الحج
عند السفر إلى الحج
يستحب للمسلم أن يصلي ركعتان قبل سفره لأداء مناسك الحج، ثمّ يودع أهله وجيرانه، ويتأدب بالدعاء والذكر الوارد في السنة عند الخروج من البيت، والركوب على الدابة، كما ينبغي للمسلم أن يصون لسانه في السفر من الغيبة والنميمة، وأن يبتعد عن المشاحنة والمخاصمة، وأن لا يزاحم الناس في الطرقات، ويستحب له أن يسير ليلاً، وإذا كانوا جماعة أن يؤمروا عليهم أحدهم.[٤]
نية الإحرام
تعتبر النية من شروط الإحرام، ومحلها القلب، فيجزم المسلم نية الحج بقلبه، ويلبي بنسكه قائلاً لبيك الله بحج،[٤] علماً بأنّ الحج له أشكال ثلاثة، فإما أن يحرم بالعمرة وحدها، أو يحرم بهما جميعاً، أو يحرم بالحج وحده، وفي حالة إحرامه بالعمرة في أشهر الحج وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة وفي نيته أداء مناسك الحج فإنّه يقول لبيك الله عمرة ويزيد عليها عبارة متمتعاً بها إلى الحج،[٥] ويسن أن يشترط المسلم في منسكه، ويكون الاشتراط مشروعاً لمن خشي عدم إتمام مناسك الحج، وحبسه حابس، ودليله حديث ضُبَاعة بنت الزُّبَير رضي الله عنها أنّها قالت: يا رسول الله، إني أريد الحج وأنا شاكيةٌ، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (حُجِّي واشترطي أن مَحِلِّي حيث حبستني)،[٦] وفائدة الاشتراط في الإحرام أن المحرم لا يكون عليه شيء إذا منعه عائق ويتحلل من إحرامه، أما إذا وقع معه شيء يخشاه وحبسه من أداء المناسك فإنّه يكون بذلك محصوراً أي ممنوعاً وتطبق عليه أحكام الإحصار.[٤]
الإحرام
يبدأ المسلم إحرامه عند وصوله إلى الميقات، والمواقيت الزمانية هي الأشهر التي لا تصح أعمال الحج إلا فيها، قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)[٧] وهذه الأشهر عند الشافعي وأبو حنيفة وأحمد شهر شوال وذي القعدة، وعشرة أيام من ذي الحجة، أما عند مالك وابن حزم فهي شوال وذي القعدة، وذو الحجة كاملا، وهذا الرأي هو الرأي الصحيح الراجح، أما المواقيت المكانية فهي الأماكن التي حددها النبي عليه الصلاة والسلام للإحرام بالحج، ولا ينبغي للمسلم أن يتجاوزها بدون أن يحرم منها، وهذه المواقيت هي ذا الحليفة لأهل المدينة، والجحفة لأهل الشام، وقرن المنازل لأهل نجد، ويلملم لأهل اليمن، وذات عرق لأهل العراق، والإهلال من هذه الأماكن يكون برفع الصوت بالتلبية،[٤] ويبدأ المسلم إحرامه بالاغتسال أولاً، ودليل ذلك أنّ النبي عليه الصلاة والسلام: (تجرَّد لإهلالِه واغتسل)،[٨] والغسل مستحب فإذا أحرم دون أن يغتسل يكون إحرامه صحيح، أما الحائض والنفساء فيرى البعض باستحباب الغسل لهما، ويرى البعض الآخر بوجوبه، ومن المستحب قبل الإحرام التنظيف أي تقليم الأظافر، وحلق العانة، ونتف الإبط حتّى لا يحتاج إلى أخذها بعد الإحرام، كما يسن قبل الإحرام التطيب وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها: (كنتُ أطيِّب النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لإحرامه قبل أن يُحْرِم، ولحلِّه قبل أن يَطُوفَ بالبيت)،[٩] كما يشتمل الإحرام على التجرد من اللباس ولبس الإزار والرداء، ففي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: (لِيُحْرِمْ أحدُكم في إِزَار ورِدَاء ونَعْلَين)،[١٠] وهذا اللباس يكون خاصاً بالرجال، أما النساء فلا يخصص لهن لباس خاص إلا أنهن لا يلبسن النقاب أو القفازين، ويجوز لهن أن يسدلن غطاء الرأس على وجوههن.[٤]
الشروع في التلبية
بعد أن يحرم الحاج من الميقات الذي يمر عليه، يشرع في التلبية قائلاً: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)،[١١] ويكون إحرامه بلبس إزار ورداء، والرداء يوضع على الكتف، ثمّ يشرع في طواف القدوم وهو الطواف الأول في الحج، ويطبق فيه سنة الاضطباع وهو أن يجعل رداءه في وسطه وتحت إبطه الأيمن، ويجعل طرفه على عاتقه الأيسر، ويسن أن يرمل أن يسرع في الخطى في الأشواط الثلاثة الأولى، ثمّ يمشي مشياً عادياً في الأربعة الباقية.[١٢]
السعي بين الصفا والمروة
يسعى الحاج بين الصفا والمروة سبعاً بعد الطواف، ويبدأ فيها من الصفا، وينتهي عند المروة، وعند وقوفه فيها يذكر الله تعالى ويدعوه بما تيسر له من الدعاء والذكر.[١٢]
التحلل من الإحرام
يكون بذلك قد تحلل من نسكه وتمتع بالعمرة إلى الحج بعد أن يطوف ويسعى.[١٢]
الإحرام بالحج
يحرم بالحج من المكان الذي هو فيه في اليوم الثاني من ذي الحجة، قائلاً لبيك الله حجة، ويلبس إزار ورداء كما فعل عند إحرامه من الميقات.[١٢]
المبيت بمنى
يقيم الحاج بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، يقصر فيها بالصلوات.[١٢]
التوجه إلى عرفات
يتوجه الحاج إلى عرفات بعد طلوع الشمس، ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، يقصر فيها الصلاة بدون جمع، ثمّ يتوجه إلى عرفة ملبياً أو مهللاً والتلبية أفضل، فيقف في عرفات بعد الزوال ويبقى حتّى مغرب الشمس يذكر الله تعالى ويدعو بما تيسر من الدعاء.[١٢]
التوجه إلى مزدلفة
يتوجه الحاج بعد مغرب الشمس إلى مزدلفة فيصلي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ثمّ يبات فيها حتّى صلاة الصبح فيصلي ثمّ ينصرف منها إلى مكة المكرمة فيبقي في منى يوم العيد، واليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر.[١٢]
رمي الجمرات والتحلل من النسك
يرمي الحاج جمرة العقبة الأولى بسبع حصيات يكبر في كل رمية في يوم العيد، ثمّ يذبح إذا كان معه هدي، ثمّ يحلق شعره أو يقصر، والحلق أفضل، ثمّ يطوف الحاج بالمسجد الحرام طواف الإفاضة، ويرمي الجمرتين الصغرى والوسطى بالإضافة إلى جمرة العقبة يومي الثاني عشر والثالث عشر.[١٢]
المراجع
- ↑ محمد صفوت نور الدين، "فريضة الله في الحج "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-28. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران ، آية: 97.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1337، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^ أ ب ت ث ج الشيخ عادل يوسف العزازي (2012-10-25)، "صفة الحج والعمرة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-28. بتصرّف
- ↑ "أنواع الحج وصفته"، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-7. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1207، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ سورة سورة البقرة، آية: 197.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 830، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1189، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في إرواء الغليل، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1096، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2512، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "شرح مناسك الحج "، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-27. بتصرّف.