تقرير عن تراث الإمارات

كتابة - آخر تحديث: ١٤:٢٣ ، ٥ سبتمبر ٢٠١٧
تقرير عن تراث الإمارات

تراث الإمارات

يجمع تراث دولة الإمارات العربية المتحدة بين الأصالة العريقة والمعاصرة في آن واحد، ويرجع تراثها الذي يشتمل على مختلف المجالات المتنوعة إلى آلاف السنين، حيث تهتم الدولة في الحفاظ على التراث وتوريثه للأجيال القادمة، كما يسعى رئيس دولة الإمارات وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأعضاء المجلس الأعلى في الدولة إلى إحياء وتطوير التراث الذي يعود إلى الأجداد والآباء، وغرس قيم ومفاهيم العراقة والأصالة في نفوس الشباب ليتمكنوا من الربط بين الحاضر والماضي، وذلك من خلال عمل منظم ومنسق قائم في أساسه على تعريف الأجيال الجديدة بإرث بلادهم.[١]


على الرغم من تحوّل الإمارات من مجموعة قرى للصيد على ساحل الخليج العربي أو تجمعات سكانية في الصحراء بهدف الرعي إلى دولة عصرية متقدمة أصبحت من أجمل وأروع دول العالم، إلّا أنّها لا تزال تتمسك بتراثها العريق وتاريخها الأصيل، كما يفتخر الشعب الإماراتي بتراثه الموروث عن أجداده وآبائه، ويحمي جاهداً أبناء الجيل الصاعد من ضياع الهوية، ونسيان التراث العربي الإسلامي وسط البيئات المختلفة التي تضمّ أكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم.[٢]


بسبب تغير العالم باستمرار وتطوّره الذي يهدد التراث العربي الإماراتي تنطلق دولة الإمارات للحفاظ على تراثها من خلال خطط، ومشاريع استراتيجية تهتم بحماية الإرث والحفاظ عليه،[٢] ومن الهيئات التي ظهرت ساعية لحماية التراث في الإمارات: نادي تراث الإمارات، وجمعية الإمارات للغوص، ومركز الوثائق والأبحاث، وجميعة إحياء التراث الشعبي، إضافة إلى المتاحف وقرى التراث التي تشتمل على نماذج عديدة من تراث الإمارات على مر التاريخ.[١]


العادات والتقاليد الإماراتية

يتمثل التراث الإماراتي في العادات والتقاليد المتوارثة من جيل إلى آخر، وتستند هذه العادت والتقاليد بشكل أساسي على أخلاق الإسلام والعادات العربية الأصيلة، ومن هذه العادات:[٣]


الأعياد

يُصلّي شعب الإمارات صلاة العيد في أماكن مفتوحة ويعودوا بعدها إلى بيوتهم ليبدأ تزاور الأهل والأقارب والجيران المقيمين في الحيّ نفسه لتهنئة بعضهم في العيد، أمّا إذا كان الأقارب يقيمون في أحياء بعيدة عن بعضها فإنّ زيارة الأقارب والأرحام تبدأ بعد وقت الظهيرة، وفي العيد يعمّ الفرح البلاد ويشعر الناس ببعضهم، فيهتم الغني بالفقير، ويحنو الكبير على الصغير، ويتبادل الناس الهدايا ومختلف أنواع الأطعمة، كما لا يأتي العيد على متخاصمين إلا وقد تصالحا وزال الخلاف بينهما.[٣]


يفرح الأطفال في العيد، فيحضّرون ملابس العيد في ليلة العيد وفي الصباح يذهبون مع أهاليهم لآداء صلاة العيد، ثمّ يعودون والفرحة تملأ قلوبهم ليلعبون مع بعضهم، ويجمعون الهدايا العيديات من أقاربهم، ويشترون الحلويات والألعاب، والبيض الملوّن، ويستمتعون باللعب في الأراجيح التي يتم نصبها يوم العيد، كما يتجمع الأقارب والجيران طيلة أيام العيد في الحي ليلعبوا جماعياً بهدف التسلية وإدخال السرور إلى قلوب أبنائهم، ومن الألعاب التي يمارسها الأطفال في العيد ركوب الخيل، واللعب بالسيوف، وعندما يحين وقت تناول طعام الغداء يجتمع الأهل في منزل الأكبر سناً لتناوله، حيث يتمّ تناول الطعام بشكل منفصل بين الرجال والنساء.[٣]


من طقوس العيد في الإمارات أنّ النساء ينظفن البيوت قبله، ويعقدن الاجتماعات لتفصيل ثيابهنّ بشكل جماعي، ويرتدين الثياب الشعبية والمتثملة في الكندورة المخورة، والصروال، والشيلة، ويسرحن شعورهنّ بطريقة العكفة، ويضعن الكثير من العطر عليه، كما يجففن أوراق الحناء قبل حلول موعد العيد بشهر أو شهرين، وبعد أن تجف تُطحَن وتُنخّل، وتبقى كذلك إلى ما قبل العيد بأسبوع، وبعدها تُعجن بالليمون المجفّف المغلي، وينقشن على أيديهنّ أكثر من مرة ليزيد احمرار اللون وجماله، أما الرجال قديماً فكانوا يجهزون ملابس العيد قبل أن يحين بفترة طويلة، وإن كان لا يوجد لديهم لباس جديد فيتمّ صبغ الملابس القديمة، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الصبغة عبارة عن نوع من النباتات يدعى الورس، حيث يُطحن مع الزعفران، والهيل، والجوز، ويُخلَط بقليل من الزيت، ثمّ يوضع الخليط الناتج على النار، بعد ذلك تُوضع الثياب في إناء، ويُسكَب الخليط فوقها.[٣]


مراسم الزواج

تُعَدّ مراسم الزواج السائدة في الإمارات من العادات والتقاليد المتوارثة، حتى وإن حصل اختلاف في بعض التفاصيل الصغيرة إلّا أنّ النمط العام يبقى واحداً، وتبدأ مراسم الزواج منذ أن يختار الشاب شريكة حياته علماً أنّ اختياره يكون قائماً على تعاليم الدين الإسلاميّ، فيختار ذات الدّين، والخلق الحسن، كما يحرص على أن تكون سمعتها طيّبة، ومن أصل طيب، ومكانة اجتماعية تليق به وعائلته.[٣]


في القديم كان الإماراتيون يصاهرون الأقارب بشكل كبير؛ وذلك لاعتقادهم أنّ ذلك يزيد ويُمكّن الترابط الأسريّ بينهم، حيث إنّ ذلك يغنيهم عن الخاطبة التي تساعدهم في عملية البحث عن عروس مناسبة، أمّا إذا رغب أحدهم بمساعدة الخاطبة فإنّها تزور بيت الفتاة وتشاهدها على حين غفلة منها ومن أهلها، إذ إنّ الجهر بذلك ليس من العادت والتقاليد، ثمّ تُنقَل لأهل العريس ما شاهدته بكلّ صدق وأمانة، وإذا تمّت الموافقة من الطرفين يتفّق أهل العروسين على مهر العروس، ويؤثث العريس بيت الزوجية، ويدفع تكاليف العرس كاملة من مهر، وزهبة، وحفل الزواج، والولائم.[٣]


المناسبات الدينيّة

تُعَدّ المناسبات الدينيّة في الإمارات من المظاهر الاجتماعيّة التي تؤثر بشكل إيجابيّ في المجتمع، حيث تزيد تماسك المجتمع وتعاونه، ومن المناسبات الدينية التي يهتمّ بها شعب الإمارات ما يأتي:[٣]


ليلة منتصف شعبان

تجتمع بعض العائلات ليلة منتصف شعبان ليقرأ أفرادها سورة يس، ثمّ يبتهلون ويدعون دعاء ليلة النصف من شعبان، وتُقدَّم الهدايا للأطفال وتُدعى حقّ الليلة، كما يتصدق الناس بالأرز، والتمر، والمكسّرات، والطحين، والدراهم، ويحصل الأطفال على الحلوى، أو المكسرات المسمّاة النخّي، وهي الحمص والحبة الخضراء، ويضعوا ما يحصلوا عليه في كيس من القماش يُدعى الخريطة، يعلّقه الطفل على عاتقه، ويتنقّل به من بيت لآخر ليجمع الحلوى، وهو يغني: (أعطونا الله يعطيكم أعطونا مال الله، بيت مكة يوديكم سلّم لكم عبدالله).[٣]


شهر رمضان المبارك

تتغير حياة الناس المعتادة بمجرد حلول شهر رمضان المبارك، فقبل أذان المغرب يتم توزيع الأطعمة والحلويات أمام البيوت وبمشاركة من الناس جميعاً، فيأكل من المائدة من انقطعت به السبل ومن يمرّ من الطريق في ذلك الوقت، ويأكل منها أهل الحيّ، والغريب، والقريب دون حرج أو دعوة من أحد، ويرسل الأهالي المقيمين حول المساجد الماء والطعام إلى المصلين، ويتم تبادل وجبات الإفطار بين الجيران قبل حلول موعد الإفطار، وتزدهر المساجد بالمصلين في صلاة التراويح، بالإضافة إلى أنّ بعض البيوت تنظم جلسات ذِكر في الليل سواء للرجال أم للنساء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الهريس هي الأكلة المفضلة في شهر رمضان المبارك، والتي تصنع من حب البُر، حيث يشتريه التجار في نصف شهر شعبان ليُنقى، ويُطحَن، ويُطهَى في أفران أرضية خاصة به.[٣]


ختم حفظ القرآن الكريم

كان الاحتفال بإتمام حفظ القرآن الكريم من العادات السائدة في دولة الإمارات، حيث يتم الاحتفال بمن ختم حفظ القرآن الكريم وتكريمه، فتتفّق عائلة الحافظ لكتاب الله على تحديد يوم ليُطَاف به في الفريج؛ بهدف إشهار حفظه لكتاب الله، ويرتدي الأطفال أجمل ثيابهم، وتتزين الفتيات بالحليّ، ويصبغن أيديهنّ بالحناء، ويردد الأطفال التحميدة وهي عبارة عن أناشيد دينية، ويستمر طواف الأطفال، والعائلات لمدة تزيد عن ثلاثة أيام.[٣]


عودة حُجاج بيت الله

تمثل عودة الحجاج أو الغواصين مظهراً من المظاهر الاجتماعية السائدة التي تدل على تماسك أفراد المجتمع وتكافلهم، ويتمثل الاحتفال بعودة الغائب برفع قطعة من القماش فوق بيته يُطلق عليها البيرق، أو البنديرة، أو النشرة.[٣]


الحرف والصناعات القديمة

اعتمد شعب الإمارات قديماً على استخدام المواد الأوليّة الموجودة في بيئته وذلك لبناء الآلات البسيطة، وصناعة الأشياء بطريقة يدويّة وحرفيّة عالية، ومن أهم الصناعات اليدوية السائدة صناعة السفن والتي استخدموا فيها إمكانيات أولية بدائية، وبسيطة، مثل: المطرقة، والمنشار، وأداة ضبط المسافات وهي الدواة، وأداة ثقب الأشياء وهي المجدع، ومن الحِرف التي سادت ما يأتي:[٣]

  • حِرف البيئة الجبلية، مثل الزراعة، والرعي، وصناعة الفخار.
  • حِرف البيئة الصحراويّة، مثل الحياكة، والغزل، وتربية الإبل والأغنام.


من الأمثلة على الحرف والصناعات المنتشرة صناعة الخوص، وحرفة المعقصة، وصناعة السدو، وحرفة التلّي، وحرفة الجلافة، وصناعة الأواني النحاسية، وصناعة الحديد، والنقش على الجبس، ودباغة الجلود، وصناعة الأحذية، وصناعة العطور، والمواد الغذائية.


الملابس الشعبيّة

تتميز الأزياء الشعبيّة الإماراتيّة بطابعها الإسلامي العربي الأصيل، فهي طويلة، وفضفاضة، وساترة للجسم سواء للرجال أم للنساء، كما أنّ لها خصائص محددة، مثل طريقة ارتدائها، وألوانها، وزخرفاتها، وتتميز ملابس النساء بتنوعها تبعاً للمناسبة التي يتم ارتادؤها فيها، أما ملابس الرجال فتتميز بطبيعتها القطنية وببساطتها، كما يغلب عليها اللون الأبيض والتصميم الموحد، ويتكون زي النساء من الشيلة، والثوب، والعباءة، والبرقع، والسروال، أما زي الرجال فيتكون من العقال، والغترة، والشال، والسفرة، والعصاة، والقحيفة.[٣]


تعتبر السويعية من اللباس السائد بشكل كبير، وهي عبارة عن عباءة لونها أسود حجمها كبير مقارنة بالمرأة التي ترتديها، والهدف من حجمها الكبير هو الاحتشام والسترة عند خروجها من بيتها، وكانت المراة تلبسها لتدلّ على أنّها متزوجة، حيث تلبسها المرأة بعد زواجها مباشرة عند خروجها من المنزل.[٣]


الألعاب الشعبيّة

من الألعاب الشعبية التي سادت المجتمع الإماراتيّ:[٣]

  • الغُميضة: يتمّ فيها عصب عيون أحد الأطفال ليجري وراء أصحابه ويمسك بهم، وهذه اللعبة مشتركة بين الجنسين.
  • المريحان: يتم فيها تخصيص مكان عام مليء بالأشجار؛ ليتم ربط حبال متينة في جذوع الأشجار لتصبح كالأرجوحة يلعب بها الأطفال.
  • المسطاع: تتكون هذه اللعبة من قطعة خشبية صغيرة وعصا، وعلى كلّ طفل يحين دوره ضرب القطعة الخشبية بالعصا إلى أبعد مكان يقدر عليه، ثمّ تُقاس المسافات ليحدد الفائز.
  • الكرابيّ: هي لعبة يتمّ فيها القفز على رجل واحدة، ويتمّ ربط علب فارغة بحبال تحت الأرجل لتمشي البنات بها وكأنهنّ يرتدين الكعب العالي.


هناك الكثير من مظاهر التراث التي تسعى حكومة دولة الإمارات للحفاظ عليها خاصّة المتعلّقة بالأمثال الشعبيّة، والفنون، والألغاز الشعبيّة، والطبّ الشعبيّ.


المسميات الشعبية

يتداول أفراد المجتمع الإماراتيّ بعض المسميات التي تدل على ألفاظ محددة، وتُعَدّ هذه المسمّيات جزءاً لا يتجزّأ من عادات وتقاليد المجتمع وتراثه، ومنها:[٣]

  • الريوق: هو طعام الإفطار، ولفظ ريوق مشتق من الريق أو السائل الموجود في الفم، وسُمي بذلك لحلاوته وقلته، حيث يكون الطعام الإفطار في بداية الصباح.
  • الشرهة: يُقصَد بها الجاهة أو العطية التي يقدمها الحاكم أو الأشخاص الأغنياء لصديق أو قريب سنوياً، وتتمثل في مبلغ من المال يتحدد اعتماداً على وضع الشخص الذي يمنح، والشخص الممنوح.
  • الفوالة: يُقصد بهذا اللفظ الفأل الحسن، كما يُقصد بها الطعام المقدّم للزوّار من الرجال والنساء، ويدلّ اللفظ على الكرم، وحسن الضيافة.
  • الرفجة: يقصد بها الحلف على شيء أو اليمين، وهي كلمة كثيرة التداول في مجالس البادية وتدل على احترام وتقدير الجلساء في المجلس، ويلتزم الحالف بتنفيذ يمينه حيث لا يقول هذه الكلمة إلا الرجال.
  • التكية: هي الوسادة الكبيرة التي يتّكئ عليها الشخص في المجلس.


المراجع

  1. ^ أ ب "الثقافة والتراث"، سفارة الإمارات العربية المتحدة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-19، بتصرّف.
  2. ^ أ ب "تراث الإمارات.. أصالة تحمي مسـيرة إنجازات"، الإمارات اليوم، 2012-12-5 بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط "تراث وأصالة"، موسوعة الإمارات، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-19، بتصرّف.
1,164 مشاهدة