أهداف القرآن الكريم

الغاية من الكتب السماوية

أنزل الله -تعالى- الكُتب السماوية؛ لهداية البشر وإصلاحهم، ولتكون منهاجاً لحياتهم، وقد بيّن الله -تعالى- هذه الغايات بقوله في القرآن الكريم: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء)،^[١] وقد كانت جميع الرسالات تدور حول محور واحد وهو الإسلام.^[٢]

أهداف القرآن الكريم

أهداف القرآن الكريم المتعلقة بالفرد

لنزول القُرآن الكريم العديد من الأهداف التي تتعلّق بالفرد، وهي كما يأتي:^[٣]

• هداية النّاس إلى طريق الحقّ، وتطهير قلوبهم من الخُضوع لغير الله -تعالى-، وإرشادهم إلى العقيدة الصحيحة والعلم النافع والأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة التي تُعلي من شأنهم وكرامتهم، وقد أخبر الله -تعالى- عن هذه الأهداف بقوله: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).^[٤]
• شفاءٌ للنّاس من أمراض قلوبهم؛ كالجهل بالحقّ، وضعف الإيمان؛ فالقُرآن يُرشدُهم إلى علاج هذه الأمراض؛ بتوجيههم إلى مُعالجة الجهل والشُبهات.
• بيان الأحكام والتشريعات التي يجب على الناس الالتزام بها، وتعليمهم أحكام دينهم، وتعريفهم بربّهم وأسمائه وصفاته، ورسُله وأنبيائه وما حصل معهم مع أقوامهم.^[٥]
• تحقيق السعادة للبشرية؛ بإخراجها من الظُلمات إلى النور، بالإضافة إلى تدبُر آياته والاتّعاظ بها، لقوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ)،^[٦] وقال ابن جرير في معنى الآية: أي ليدّبروا حجج الله -تعالى- الموجودة فيه والعمل بها.^[٧]
• تقويم الناس عن الانحراف والضلال، وصبغهم بصبغة تتّفق مع تكريم الله -تعالى- لهم.^[٨]
• دعوة الناس إلى عبادة الله -تعالى-، وتطبيق شريعته فيما بينهم، وهي من أعظم أهداف القُرآن.^[٩]

أهداف القرآن الكريم المتعلّقة بالمجتمع

أنزل الله -تعالى- القُرآن وجعله دستوراً لأمّته وبيّن فيه الأُسس والقواعد التي تُعين على بناء المجتمع وتنظيم أُموره وتزيد من تقواه، ويكون ذلك من خلال العناية بطهارة المُجتمع ونظافته، ومن ذلك تحريم الفاحشة والزنا، وتحريم التكلّم في أعراض الناس وغير ذلك،^[١٠] ومن الأهداف المُتعلّقة بالمُجتمع ما يأتي:^[١١]

• إيجاد المُجتمع المُسلم المُتّصف بصفات القُرآن؛ المُلتزم بنصوصه، ويكون ذلك ببناء الأفراد على نهج القُرآن ومبادئه وأُسسه، ممّا يضمن لهم حياة كريمة.
• ارتفاع الغمّ عن المُجتمع، وعيش حياةً طيبة، قال -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً)؛^[١٢] وذلك ممّا يضمن لهم الحياة الأبديّة في الآخرة.
• إرشاد الأُمّة إلى كيفيّة مُحاربة من حولها من أعدائها؛ بإرشادهم إلى سُبل النصر، وتوثيق صلتها بربها كما كان الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-؛ فالقُرآن هو أحد الوسائل الأساسيّة التي يُمكن للأُمّة جهاد أعدائها بها، قال -تعالى-: (فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً).^[١٣]
• العمل على تهذيب المُجتمع وإصلاحه؛ بمُحاربة الفاحشة وكُلّ ما يؤدّي إلى فساده وكُلّ ما يُخالف الفطرة السليمة.^[١٤]

المراجع

1. ↑ سورة المائدة، آية: 44.
2. ↑ موسى البسيط، رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم، المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 14-15. بتصرّف.
3. ↑ على أحمد عبد العال الطهطاوى (2004)، عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت : دار الكتب العلمية ، صفحة 12. بتصرّف.
4. ↑ سورة المائدة، آية: 15-16.
5. ↑ "الهدف من إنزال القرآن الكريم"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.
6. ↑ سورة ص، آية: 29.
7. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 501، جزء 2. بتصرّف.
8. ↑ حسن محمد أيوب (1983)، تبسيط العقائد الإسلامية (الطبعة الخامسة)، بيروت: دار الندوة الجديدة، صفحة 163-164، جزء 1. بتصرّف.
9. ↑ إياس محمد حرب آل خطاب (2011)، القول المعتبر في بيان الإعجاز للحروف المقطعة من فواتح السور (الطبعة الأولى)، السودان - الخرطوم : مطابع برنتك للطباعة والتغليف، صفحة 132. بتصرّف.
10. ↑ أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 1، جزء 65. بتصرّف.
11. ↑ صلاح عبد الفتاح الخالدي (2003)، مفاتيح للتعامل مع القرآن (الطبعة الثالثة)، دمشق: دار القلم، صفحة 79-82. بتصرّف.
12. ↑ سورة النحل، آية: 97.
13. ↑ سورة الفرقان، آية: 52.
14. ↑ أحمد فتحي رمضان الحياني (2014)، الكناية في القُرآن الكريم (الطبعة الأولى)، تلاع العلي- الأردن: دار غيداء للنشر والتوزيع، صفحة 81. بتصرّف.