يحيى -عليه السلام-
شرّف اللهُ سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله بحمْلِ رسالة الدّعوة إلى دينِ الله وتبليغ شرائعِه للنّاس، وقد اصطفاهم ربّ العزّة سبحانه من خيرة البشر وصفوتهم حتّى يكونوا قدوة للنّاس ومنارةً للهدى والتّقى والأخلاق. من بين هؤلاء الأنبياء برز اسمُ النبيّ يَحيى -عليه السّلام- كنبيّ تميّز عن غيرِه من الأنبياء بأنّ الله تعالى لم يجعلْ له سمِيّاً أي شبيهاً. سنتحدّثُ في هذا المقال عن مولد يَحيى -عليه السلام-، وأبرز صفاته.
مولد النبي يحيى -عليه السّلام-
بينما كان النبيّ زكريا -عليه السّلام- يصلّي في محرابه إذ بالملائكة تنادي عليه لتبشّره بقدومِ مولودٍ له بعدَ صبرٍ طويل، فقد كان زكريّا شيخاً كبيراً وامرأته عاقر لا تلد، ولقد جاءت البشارة الرّبانيّة لزكريا -عليه السّلام- برداً وسلاماً واطمئناناً على قلبه، فبعد سنين الصّبر الطّويلة سيكون له ولدٌ يرثه ويرث من آل يعقوب، ويكون من الأنبياء الصّالحين.
صفات النبي يحيى -عليه السّلام-
حينما جاءت الملائكة لتبشّر زكريا -عليه السّلام- بمولودِه القادم ذكرت له عدداً من صفاتِه التي سيكونُ عليها، ومن هذه الصّفات نذكر:
- التّصديق برسالةِ الله تعالى ودعوته وأنبيائه، فمن صفات النبي يحيى -عليه السّلام- أنّه كان مصدقًا بكلمة من الله، وكلمة الله هو النّبي عيسى -عليه السّلام- الذي كان ابنَ خالة يحيى -عليه السّلام- ونبيّاً من أنبياء بني إسرائيل، فقد صدّق يَحيى بدعوتِه وأيّده برسالته بين النّاس.
- السّيادة، فمن صفاته -عليه السّلام- أنّه كان سيداً أي شريفاً بين النّاس مشهوداً له بالعلم والورع والتّقوى حتّى سما فيها على النّاس في زمانه.
- أنّه كان نبياً حصوراً، وقد اختلف في معنى هذه الصّفة التي تميّز بها سيّدنا يحيى -عليه السّلام- دون غيره من الأنبياء، فقيل معناها إنّه كان نبيّاً حصر عن شهوات النّفس فلم يكن له حظٌّ أو نصيبٌ منها، وقد ورد في الحديث الشّريف قوله -عليه الصّلاة والسّلام-: (ما من أحدٍ من ولد آدم إلاّ قد أخطأ ، أو همّ بخطيئة ؛ ليس يحيى بن زكريا)، وقيل في تفسير (حصوراً) إنّه لم تكن له شهوةٌ في النّساء.
- التّقوى والصّلاح، فقد كان -عليه السّلام- نبيّاً صالحاً تقيّاً ورعاً يمتلئ قلبه بالخشية من الله تعالى.
- البرّ بالوالدين، فقد كان -عليه الصّلاة والسّلام- براً بوالديه، حريصاً على طاعتهم.
- الحكمة والرّشد، فممّا روي عن يحيى -عليه السّلام- أنّه كان حكيماً حتّى في صغره حتّى أنّه ترك اللّعب مع الصّغار قائلاً يوماً لصبيةٍ طلبوا منه أن يلعب معهم: ((ليسَ للعبِ خلقُنا)) .