الزواج
الحاجة للزواج من الحاجات الفطرية التي أوجدها الله تعالى في الإنسان سواء كان ذكراً أم أنثى، قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21] وهدف هذا الزواج هو صون النفس، وردعها عن الفتن، والشعور بالسعادة والاستقرار، وإنجاب الأطفال لبناء الأسرة.
ولتحقيق الاستقرار والمودة والرحمة بين الزوجين نظّم الإسلام علاقتهما ببعضهما البعض، وأعطى لكلٍّ منها حقوقاً، وفرض عليه واجباتٍ، فإنْ التزم كلّ طرفٍ منهما بما عليه، فإنّ كيان الأسرة يبقى متيناً، وتتحقق بذلك السعادة المنشودة من الزواج.
حقوق الزوجة على زوجها
عندما جاء الإسلام رفع من شأن المرأة، وأوجب لها حقوقاً على الرجل الذي ينوي الزواج منها؛ تكريماً لها، وحفظاً لحقوقها، ومن هذه الحقوق:
- المهر: هو المال الذي يتعهّد به الرجل للمرأة عند كتب الكتاب أو في عقد الزواج، وهو دَين في رقبة الزوج، وعليه تأديته حسب ما يتفق عليه مع الزوجة، سواءً قبل الزواج أو بعده، أو إلى وقتٍ آخر، قال تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) [النساء:4]، وقد ذكر علماء الدين بأنّ المهر ليس شرطاً في عقد الزواج، فإذا تم الاتفاق على الزواج دون ذِكر المهر فالزواج صحيح، وعلى الزوج في هذه الحالة مهر المِثل؛ أي مهر مثيلاتها من النساء.
- النفقة: للزوجة حق النفقة عليها من الرجل، وذلك بسبب أنّ المرأة محبوسةٌ على الزوج بموجب عقد الزواج ولا يجوز لها الخروج من بيته إلّا بإذنه، ويحق للزوجة النفقة عند طاعتها لزوجها وتمكينه من نفسها، بينما إذا نشزت الزوجة فليس على الزوج الإنفاق عليها، والنفقة عبارة عن الطعام والمسكن وحاجات الزوجة الأخرى حتى لو كانت غنيةً، ضمن استطاعة الرجل.
- السكن: يجب على الزوج تأمين المسكن للزوجة، وتهيئته ضمن استطاعته، قال الله تعالى : (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) [الطلاق:6].
- العدل بين الزوجات: إذا كان الرجل متزوجاً بأكثر من امرأة، فعليه العدل في كل شيءٍ بينهن، سواءً في المبيت، أو النفقة، أو الكسوة، ولكن إذا شعر الزوج بأنه لن يستطيع العدل، فعليه الاكتفاء بواحدة؛ حتى لا يظلم إحداهنّ على حساب الأخرى.
- حسن العشرة: على الزوج التعامل مع زوجته بالحسنى والمعروف، والرفق بها، وعدم التشديد عليها، وتقديم كل ما يؤلف قلبها، فهذا التعامل سيزيد من الألفة والاجتماع بينهما، قال تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف) [النساء:19]
- تعليم الزوجة أمور دينها: لا بُدّ من الزوج أنْ يُعلّم زوجته أمور الدين؛ لأنها تقع تحت مسؤوليته، وهي من ستربي أبناءه، وستؤثّر فيهم بشكلٍ مباشرٍ.