الخلفاء الراشدين
بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم تولّى أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه الخلافة وإدارة شؤون المسلمين، وبعدها تولّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة ، ولقّب عمر بالفاروق والعادل، وقد وقف على رأسه رسول كسرى وقال (عدلت فأمنت فنمت يا عمر)، ولقّب بالكثير من الأوصاف نظراً لعدله وحسن إدارته للشؤون الإسلامية، وتوسّعت دائرة الدولة الإسلامية في عهده.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الاسم والولادة
عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي، وقد ولد قبل الهجرة بأربعين عاماً، بعد عام الفيل بثلاثة عشر عاماً، وعاش في زمن الوثنية واتصف بالقوة والبأس فكانت قريش تتبعه في الحرب.
الإسلام
أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة السادسة من البعثة، بعد أن كان شديد العداء للمسلمين وأكثرهم رفضاً للدين، فقد كان في أحد الأيام متّجهاً إلى بيت أخته وزوجها، وكان خباب بن الأرت يُعلّم أخته فاطمة بن الخطاب رضي الله عنها وزوجها سعد بن زيد القرآن الكريم، وعندما شاهدوا عمر مقبلاً اختبأ خباب وأخفت فاطمة الصحيفة، وطلب الصحيفة من أخته فرفضت إلا أن يتطهّر؛ لأنّ القرآن لا يمسه إلا المطهرون، فتطهّر وما إن قرأ آيات من القرآن حتى صاح دلوني على محمد، فلما سمع خباب بن الأرت كلامه خرج من مخبئه وقال:"يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول: (اللهمّ أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك، أبي الحكم بن هشام، وعمر بن الخطاب).
توجّه عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلّم القائم في دار الأرقم بن الأرقم واستقبله النبي بمجامع ثوبه وحمائل سيفه، وأعلن عمر إسلامه، وهنا قرر النبي دخول المسجد الحرام مع عمر ولم يستطع أحد من قريش الوقوف في وجه المسلمين، وهنا لقّبه النبي بالفاروق لأنه فرّق بين الحق والباطل.
اتّصف عمر بن الخطاب بقوّة البأس والشدة وكان الجميع يخشونه؛ ففي مرّةٍ من المرات كانت نسوةٌ من قريش عند النبي صلى الله عليه وسلم يسألنه ويستكثرنه بصوتٍ عالٍ، وعندما استأذن عمر بن الخطاب الدخول على النبي وعندما سمعت ذلك النساء بادرن إلى الحجاب، فدخل عمر ووجد النبي يضحك وعندما سأله عمر عن سبب ضحكه قال له النبي إنّ النساء خفن منه عند دخوله، فعاتبهنّ عمر بأن النبي أحق أن يهاب فقلن له" أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" وقال له النبي: (يا ابن الخطاب، والّذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجّك) [صحيح البخاري].