سورة يس
أنزل الله القرآن الكريم على الناس ليخرجهم من الظلمات والجهل إلى النور. يبلغ عدد سور القرآن الكريم 114 سورة، ولكل سورة فيه مقصد وسبب لنزولها. سوف نتحدّث في هذا المقال عن أسباب نزول سورة يس.
تعدّ سورة يس من السور المكية التي أُنزلت على الرسول في مكة المكرمة، كما يبلغ عدد آياتها ثلاثاً وثمانين آية، وتأخذ الترتيب السادس والثلاثين من القرآن الكريم، وفواصلها القصيرة لها وقعٌ كبير وقويّ في النفوس المؤمنة، وسمّيت كذلك لافتتاحها بهذا اللفظ، وقد تركّزت القضية الأساسية للسورة على البعث والنشور، وتوحيد الله عز وجل وحده لا شريك له، وعاقبة المكذبين بهما.
أسباب نزول سورة يس
* (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [آية 12]. كان سبب نزولها أنه كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، ومن ثم أرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية. *عن أبي مالك إن أُبيّ بن خلف الجُمَحيّ جاء إلى رسول الله بعظم حائل ففته بين يديه وقال : يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أرِمْ ؟ فقال : (نعم ) (يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم ) فنزلت هذه السورة.
محور مواضيع سورة يس
تناولت سورة يس الحديث عن صدق رسالة محمد صلى الله عيه وسلم وصدق رسالة الوحي، ومن ثمّ تحدّثت عن كفار قريش الذي تمادوا في الظلم والضلال والطغيان والكراهية واستمرّوا بتكذيبهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام، مما جعلهم يسحقون بالعذاب الشديد الذي أحاط بهم وأصابهم، ثمّ انتقلت السورة للتحدّث عن أصحاب قرية أنطاكية الذين لم يوحّدوا الله عز وجل وكذبوا الرسل عليهم السلام، وحذّرت الآيات ممّن يكذبون الرسل وذلك من خلال سرد القصص المختلفة للاعتبار والعظة.
تحدّثت السورة أيضاً عن الداعية المؤمن حبيب النجار الذي حاول إقناع قومه ودعوتهم الى توحيد الله عز وجل وعبادته وحده، لكنهم استكبروا وأبوا واستمروا في طغيانهم وظلمهم وظلالهم وكفرهم وقتلوه، فأدخله الله تعالى الجنّة جزاءً له على صبره وإيمانه، بينما لاقى قومه العقاب على كفرهم وطغيانهم، كذلك تحدّثت السورة عن مظاهر وحدانية الله تعالى الموجودة بالكون كمظهر الليل الذي ينسلخ عنه النهار، كما ذكرت الأرض حين تكون جرداء وقاحلة لا حياة فيها، ومن ثم تدبّ فيها الحياة بعد نزول المطر، وسطوع أشعة الشمس التي تدور في فلك ثابت لا تخرج منه ولا تتغير.