طرق الوصول إلى حب الله تعالى
للوصول إلى محبة الله تعالى طرق كثيرة، منها قولية، وأخرى عملية، ومنها ما يجمع بين هذا وذاك، ونذكر منها:[١]
- اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)،[٢] وقد حذّر أيضاً من مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنّ هذه المخالفة تكون سببًا بنفي إيمان المسلم، ودخوله النار، ولا يؤمن المسلم حتى يحكم الرسول عليه السلام بجميع الأمور والانقياد لحكمه.
- تقوى الله سبحانه وتعالى، إذ قال الله تعالى: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)،[٣] فالتقوى من أعظم التذكرة التي تواصى بها المسلمون، فالتقوى شرعاً هي أن يجعل الفرد بينه وبين عذاب الله ستراً ووقاية، ويتم له ذلك بفعل الطاعات وترك المنهيات، والإنفاق ابتغاء وجهه بالخفاء هي سبيل آخر من سبل حب الله للعبد.
- الإحسان، وهو ذو شأن أعلى من الإسلام والإيمان، فهو منزلة عليّة يصل بها العبد إلى كمال عبادته لله تعالى، فقد قال تعالى: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[٤]
- التوبة والاستغفار والتطهر، فالله يحب عباده الذاكرين والمستغفرين والمتطهرين الذي يبرؤون بأنفسهم عن الفواحش.
- التوكل على الله، ودليل ذلك قوله تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).[٥]
- الحكم بالعدل، وذلك بأن يتخذ كتاب الله تعالى وسنة نبيه دستوراً يعود إليه ويحكم بما فيه، فقال الله تعالى: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).[٦]
- الاتصاف بالصفات التي يحبها الله تعالى، ومن هذه الصفات أن يكون المؤمنون رحماء بينهم، وأشداء على الكفار، ويجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون في الله لومة لائم، وهذا من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٧]
- الصبر، والجهاد في سبيل الله، فقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ).[٨]
علامات حب الله للعبد
حين يحب الله عبده يصبح الله سمعه الذي يسمع به أي أنّه لا يسمع إلا ما يرضاه الله تعالى، ويصبح بصره الذي يبصر به فلا ينظر ولا يرى إلا لما يحبه الله ويرضاه، ويده التي يبطش بها أي لا يعمل بيديه إلا ما يرضاه الله، ورجله التي يمشي بها فلا يتجه ولا يمشي بها إلا إلى الأماكن التي يرضاها الله تعالى، وإذا سأل الله تعالى فإنّ دعاؤه مسموع ومستجاب، وإذا استعاذ الله فإنّه يكون محفوظًا بحفظه.[٩]
كيفيّة إرضاء العبد لربه
على من يريد الوصول إلى رضى الله تعالى أن يحرص على الأفعال التي ترضي الله، ويبتعد عن تلك التي تسخطه، فيأتمر بأمر الله ويتجنب نواهيه، وفي إتيانه لأوامر الله واجتنابهه لنواهيه عليه أن يتبع سنة الهادي محمد صلى الله عليه وسلم.[١٠]
المراجع
- ↑ يحيى بن موسى الزهراني، "كيف تفوز بمحبة الله عز وجل"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2018.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 31.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 76.
- ↑ سورة البقرة، آية: 195.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 159.
- ↑ سورة المائدة، آية: 42.
- ↑ سورة المائدة، آية: 54.
- ↑ سورة الصف، آية: 4.
- ↑ "ما هي علامات حب الله للعبد"، الإسلام سؤال وجواب، 14-6-2003، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2018.
- ↑ "كيفية إرضاء العبد ربه سبحانه وتعالى"، إسلام ويب، 8-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2018. بتصرّف.