الحلتيت
الحِلْتِيت (بالإنجليزيّة: Asafoetida) ويُسمّى أيضاً بالوُشَّق أو الأُشَّق أو عِلْك الكَلَخ أو صَمْغ الأَنْجُدَان، هو صمغٌ يُفرَز من جذور نبتة الكَلَخ أو الحِلتيت واسمها العلمي Ferula Assa-Foetida، وتحمل هذه النبتة ثماراً بيضوية وعناقيد من الأزهار الخضراء الباهتة أو المُصفرّة، وقد يصِل ارتفاعها إلى مترَين كحدٍ أعلى، كما تتميّز كافّة أجزائها برائحةٍ كريهة، وتبدأ عملية استخراج الحِلتيت من الأشجار قبل فترة الإزهار مباشرةً، وتستمرّ مدة 3 أشهر منذ إحداث أول شقّ في النبتة، يُستخرج هذا الصمغ عن طريق قطع ساق النبتة إلى حد قريب من الأرض، فتُكشَف جذورها وتُشقّ حتى يتسرب منها السائل الذي يُجفّ ويتحول إلى صمغ الحلتيت، وتتكرّر عملية إحداث الشقوق الجديدة كلّما جفّ السائل، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن أن يصل إنتاج النبتة الواحدة من الحلتيت إلى حوالي كيلوغرامٍ واحد قبل أن تجفّ الشجرة بالكامل،[١] ويُستخدَم هذا الصمغ عادة كمُكوِّن للعديد من خلطات البهارات، بالإضافة إلى استخدامه كنكهةٍ في العديد من الأطباق الآسيوية ككرات اللحم، والكاري، وبعض أنواع المخللات.[٢]
فوائد الحلتيت
فوائد الحلتيت حسب درجة الفعالية
لا توجد أدلة كافية على فعاليته Insufficient Evidence
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الفوائد غير مؤكدة وبحاجة الى مزيد من الدراسات لإثبات فعاليته لها:
- التخفيف من آلام الحيض: حيث إنّ تناول الحلتيت قد يُساعد على التخفيف من آلام الحيض أو عسر الطمث بشكلٍ ملحوظ، وذلك بحسب دراسةٍ أولية نُشرَت في مجلة Journal of Herbal Medicine عام 2017.[٣]
- فوائد أخرى لا توجد أدلة كافية على فعاليته لها: قد يمتلك الحلتيت بعض الفوائد الأخرى التي لا تزال كذلك بحاجة للعديد من الدراسات لتأكيدها؛ ومنها ما يأتي:[٤]
- التخفيف من الربو.
- التخفيف من التهاب القصبات الهوائية.
- التخفيف من مشكلة مسمار القدم.
- التخفيف من الهيستيريا.
دراسات علمية حول فوائد الحلتيت
- أشارت دراسةٌ أُجريَت على الفئران ونُشرت في مجلة Indian Journal of Nephrology عام 2016 إلى أنّ تناول الحلتيت يُساعد على إدرار البول، كما أظهرت الدراسة وجود زيادةٍ ملحوظة في حجم البول والكمّية الخارجة من الصوديوم والبوتاسيوم عند تناول الحلتيت.[٥]
- أظهرت دراسةٌ مخبريّةٌ نُشرت في مجلة Parasitology Research عام 2012 أنّ تناول الحلتيت يُساعد على تقليل خطر الإصابة بعدوى المتبرعمة الكيسية (بالإنجليزية: Blastocystis)؛ وهي أحد الكائنات الحيّة الدقيقة أو الميكروبات التي تظهر أحياناً في بُراز الأشخاص الذين يتناولون الطعام أو الماء المُلوَّث، وتؤدي إلى حدوث بعض المشاكل الصحيّة في الجهاز الهضميّ، حيث أظهرت الدراسة انخفاضاً ملحوظاً في أعداد هذا الميكروب عند زرعه مع مُستخلص مسحوق الحلتيت أو مُستخلص زيته.[٦][٧]
- أشارت دراسة أُجريَت على الفئران ونُشرت في مجلة Indian Journal of Pharmacology عام 2012 إلى قدرة مُستخلص الحلتيت على تعزيز صحة الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالخرف، وقد يُعزى ذلك إلى خصائص الحلتيت المُضادة للأكسدة، وقدرته على تثبيط إنزيم الأستيل كولين إستراز (بالإنجليزية: Acetylcholinesterase).[٨]
- أشارت دراسة أُجريَت على الفئران ونُشرت في مجلة World Applied Sciences Journal عام 2012 إلى أنّ تناول مُستخلص الحلتيت يُساعد على خفض مستويات السكر في الدم، وقد يُعزى هذا التأثير الخافض لمستويات سكر الدم إلى احتواء مُستخلص الحلتيت على مادة العفص أو التانين (بالإنجليزية: Tannin) وأحماض الفينوليك (بالإنجليزية: henolic Acids).[٩]
أضرار الحلتيت
درجة أمان الحلتيت
يُعدّ تناول الحلتيت بالكميّاتٍ المُعتدلة الموجودة عادةً في الطعام آمناً في الغالب لمُعظم الأشخاص، كما أنّه من المُحتمل أن يكون آمناً عند تناوله كدواء، إلّا أنّ ذلك قد يُسبّب عدداً من الآثار الجانبية كالتجشؤ، والإسهال، وغازات الأمعاء، وانتفاخ الشفتين، بالإضافة إلى الاختلاج (بالإنجليزيّة: Convulsion)، والصداع، والإصابة باضطرابات الدم، أمّا بالنسبة للحامل فإنّه يُعدّ غالباً غير آمن ويجب تجنُّب تناوله؛ لأنّه قد يُسبّب حدوث الإجهاض، كما أنّه غير آمن للأطفال والرُضّع؛ إذ قد يُسبّب لهم اضطراباتٍ في الدم سواء عند تناوله من قِبل الطفل مُباشرة أو تناول الأُم المُرضع له؛ إذ إنّه يحتوي على بعض المواد الكيميائيّة التي قد تصل إلى الطفل عبر حليب الأم، لذلك فإنّ تناوله يُعدّ غير آمن أيضاً للمُرضعات، ويجب تجنُّب استخدامه لهن.[٤]
محاذير استخدام الحلتيت
ينبغي على الأشخاص المُصابين ببعض الحالات الصحيّة بالحذر عند استهلاك الحلتيت، تجنُّباً للأعراض الجانبية المحتمل حدوثها لهم، وفيما يأتي بعض هذه الحالات:
- المُصابون بالاضطرابات النزفية: حيثُ إنّ تناول الحلتيت قد يُساهم في زيادة خطر الإصابة بالنزف.[١٠]
- المُصابون باضطراباتٍ في الجهاز العصبي: قد يؤدي تناول الحلتيت إلى حدوث النوبات أو الاختلاج، لذلك يُنصح المُعرضون للإصابة بهذه الأعراض بتجنّب استخدام الحلتيت.[١٠]
- المُصابون باضطراباتٍ في الجهاز الهضمي: قد يؤدي تناول الحلتيت إلى حدوث تهيّجٍ في القناة الهضمية؛ لذلك يُنصح المُصابون بمشاكل أو عدوى في الجهاز الهضميّ بتجنّب استخدام الحلتيت.[١١]
- المصابون بارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه: قد يؤدي تناول الحلتيت إلى إعاقة القدرة على التحكُّم في مستويات ضغط الدم؛ لذلك يُوصى المصابون بارتفاع ضغط الدم، أو انخفاضه بتجنّب استخدام هذه المادة.[١١]
- الأشخاص الذين سيخضعون لعمليات جراحية: يجب على هؤلاء الأشخاص التوقف عن استخدام الحلتيت قبل أسبوعَين على الأقل من الخضوع لأي عملية جراحية؛ وذلك لما يُمكن أن يُسبّبه من زيادةٍ في خطر النزف أثناء العملية أو تقليل سرعة تخثّر الدم.[١١]
التداخلات الدوائية مع الحلتيت
يُمكن أن يتعارض استخدام الحلتيت مع أنواع مُعيّنة من الأدوية؛ ومن هذه الأدوية ما يأتي:[١٢]
- أدوية ارتفاع ضغط الدم: حيثُ إنّ تناول نبات الحلتيت قد يُقلل من مستويات ضغط الدم، وقد يؤدي تناوله إلى جانب خافضات ضغط الدم إلى انخفاض مستويات الضغط بشكلٍ كبير، ومن هذه الأدوية: الكابتوبريل (بالإنجليزية:Captopril)، والإنالابريل (بالإنجليزية: Enalapril)، والفالسارتان (بالإنجليزية: Valsartan)، والفوروسيميد (بالإنجليزية: Furosemide).
- مُميّعات الدم: إذ إنّ تناول الحلتيت إلى جانب الأدوية التي تُقلل من سرعة تخثّر الدم قد يؤدي إلى الإصابة بالنزيف والكدمات، ومن هذه الأدوية: الأسبرين، والوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، والديكلوفيناك (بالإنجليزيّة: Diclofenac)، والإيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية:Naproxen).
أسئلة شائعة حول الحلتيت
ما طريقة استخدام الحلتيت
كما ذُكِر سابقاً يمكن استخدام الحلتيت في العديد من المجالات؛ حيث يُباع في الأسواق كنوعٍ من البهارات أو كمادةٍ حافظةٍ للأطعمة، ويستخدم بكميّاتٍ قليلة في الأطباق الآسيوية النباتية، وفي صناعة المشروبات، والصلصات، وحلوى السكر، وبعض المخللات التي تُعرَف باسم Relishes، كما يُستخدم في الأطباق التي تحتوي على كمّيات كبيرة من العدس أو الفاصولياء وغيرها من البقوليات.[١]
ما فوائد الحلتيت للأطفال
لا تتوفر معلومات حول فوائد الحلتيت للأطفال بشكلٍ خاص، وكما ذُكِر سابقاً فإنّ تناوله من قِبل الأطفال يُعدُّ غير آمن، لما قد يُسبّبه من اضطراباتٍ دمويةٍ.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "Asafetida", www.drugs.com,13-9-2019، Retrieved 10-4-2020. Edited.
- ↑ Poonam Mahendra And Shradha Bisht (23-8-2012), "Ferula asafoetida: Traditional uses and Pharmacological Activity", Pharmacognosy Reviews, Issue 12, Folder 6, Page 141-146. Edited.
- ↑ Kebier Asma, Arshiya Sultana And Khaleeq Rahman (27-6-2017), "A single-blind randomized comparative study of Asafoetida vs Mefenamic acid in dysmenorrhea, associated symptoms and health-related quality of life", Journal of Herbal Medicine, Folder 9, Page 21-31. Edited.
- ^ أ ب ت "ASAFOETIDA", www.webmd.com, Retrieved 10-4-2020. Edited.
- ↑ Seyyed Bagheri, H Mohammadsadeghi, Mohammad Dashti-R And Others (10-11-2016), "Effect of Ferula assa-foetida oleo-gum-resin on renal function in normal Wistar rats", Indian Journal of Nephrology, Issue 6, Folder 26, Page 419-422. Edited.
- ↑ "Blastocystis hominis", www.mayoclinic.org, Retrieved 10-4-2020. Edited.
- ↑ Hala El-Deeb, Faisal Al-Khadrawy, Ayman Abd El-Hameid (15-5-2012), "Inhibitory effect of Ferula asafoetida L. (Umbelliferae) on Blastocystis sp. subtype 3 growth in vitro", Parasitology Research, Folder 111, Page 1221–1213. Edited.
- ↑ Shalini Adiga, Priyanka Bhat, Abhishek Chaturvedi And Others (14-1-2012), "Evaluation of the effect of Ferula asafoetida Linn. gum extract on learning and memory in Wistar rats", Indian Journal of Pharmacology, Issue 1, Folder 44, Page 82-87. Edited.
- ↑ Farideh Akhlaghi, Ziba Rajaei, Mousa-Al-Reza Hadjzadeh And Others (1-1-2012), " Antihyperglycemic Effect of Asafoetida (Ferula assafoetida Oleo-Gum-Resin) in Streptozotocin-induced Diabetic Rats", World Applied Sciences Journal, Issue 2, Folder 17, Page 157-162. Edited.
- ^ أ ب "Asafoetida", www.emedicinehealth.com,17-9-2019، Retrieved 10-4-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Asafoetida", www.medicinenet.com,17-9-2019، Retrieved 10-4-2020. Edited.
- ↑ "Asafoetida", www.rxlist.com,17-9-2019، Retrieved 10-4-2020. Edited.