محتويات
السكري
يحدث مرض السكري (بالإنجليزيّة: Diabetes) عند ارتفاع مستويات الجلوكوز أو السكر في الدم بشكلٍ كبير، ويُعدّ جلوكوز الدم المصدر الرئيسي للطاقة، والذي يحصل الجسم عليه من الطعام المُتناول، وهناك هرمون يُصنع في البنكرياس يُعرف بالإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin)؛ وهو المسؤول عن مساعدة الجلوكوز على الدخول إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة.[١]
وهناك 3 أنواع رئيسية لمرض السكري؛ وهي: النوع الأول، والنوع الثاني، وسكري الحمل (بالإنجليزيّة: Gestational diabetes)، حيث يحدث النوع الأول أو ما يُعرف بسكري اليافعين (بالإنجليزيّة: Juvenile diabetes) عند عدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين، ولذلك يعتمد المُصابون به على استهلاك الإنسولين الاصطناعي بشكلٍ يومي للبقاء على قيد الحياة.[٢] أمّا بالنسبة للسكري من النوع الثاني، والذي يُعدّ أكثر أنواع السكري انتشاراً وفقاً للمؤسسة الوطنية للسكري وأمراض الكلى والجهاز الهضمي أو اختصاراً الـ The NIDDK،[٣] فإنّه يؤثر في قدرة الجسم على استخدام الإنسولين؛ أيّ أنّ الجسم يستطيع إنتاج الإنسولين، ولكن دون استجابة الخلايا له، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من السكري يرتبط مع السُمنة بشكلٍ قوي،[٢] أمّا سكري الحمل فإنّه يحدث للنساء خلال فترة الحمل عندما تصبح خلايا الجسم أقلّ حساسية لهرمون الإنسولين، وهو لا يحدث لجميع النساء الحوامل، وعادةً ما ينتهي بعد الولادة.
وهناك أنواع أُخرى من السكري، والتي تُعدّ أقلّ شيوعاً؛ وهي: سكري الشبان الناضجين (بالإنجليزيّة: Monogenic diabetes)، والسكري المرتبط بمرض التليُّف الكيسي (بالإنجليزيّة: Cystic fibrosis-related diabetes).[٢]
ما هو طعام مريض السكري
الأهداف الأساسية في طعام مريض السكري
يساعد تناول الأطعمة الصحية على المحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي، وهي تعدّ جزءاً أساسياً في التحكُّم في مرض السكري؛ حيث إنّ السيطرة على مستويات السكر في الدم يُقلّل من خطر حدوث المُضاعفات المرتبطة بمرض السكري، ويمكن لأخصائي التغذية أن يساعد على وضع خطة لتناول الأطعمة الصحية المناسبة لكلّ حالة؛ حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور؛ ومنها: وزن مريض السكري، والأدوية التي يستخدمها، ونظام الحياة، وغيرها من المشاكل الصحية إن وُجِدت.[٤]
وهناك أهداف أساسية أخرى لطعام مريض السكري؛ والتي نذكر منها ما يأتي:[٤]
- تجنُّب تناول الأطعمة العالية بالسكر.
- تقليل حجم الحصة المُتناولة، وتوزيع الوجبات على مدار اليوم.
- الانتباه إلى وقت تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، إضافةً إلى مراقبة الكميات المُستهلكة.
- تناول أطعمة الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضراوات بشكلٍ يوميّ مع التنويع فيها.
- تقليل تناول الدهون.
- تقليل استخدام ملح الطعام.
النظام الغذائي لمريض السكري
ليس من الضروري تناول أنواع محددة من الأطعمة لمرضى السكري، حيث يمكنهم الاستمتاع بتناول الأطعمة المختلفة ولكن بكميات أقلّ أو تناولها على فترات متباعدة، كما يمكن لفريق الرعاية الصحية أن يساعد على وضع خطة أطعمة مناسبة لاحتياجات مرضى السكري ورغباتهم، حيث يُعدّ الهدف عند تناول الأطعمة من قِبَل مرضى السكري هو التنويع في استهلاك الأطعمة الصحية من جميع المجموعات الغذائية، ولكن بالكميات المُحددة ضمن خطة تناول الوجبات، وفيما يأتي توضيحٌ لذلك:[٥]
- الخضراوات: والتي تنقسم إلى قسمين:
- الخضراوات غير النشوية؛ والتي تتضمّن: الجزر، والفلفل، والخضار الورقية الخضراء، والبروكلي، والطماطم، وغيرها من الخضراوات غير النشوية.
- الخضراوات النشوية؛ والتي تتضمّن: الذرة، والبطاطا، والبازلاء الخضراء، والتي يجب حسابها ضمن حصص الكربوهيدرات.
- الفواكه: مثل؛ البرتقال، والموز، والتفاح، والعنب، والتوت بأنواعه، والبطيخ.
- الحبوب: كالحبوب الكاملة التي يُنصح تناول نصف كمية الحبوب على الأقل منها؛ كالأرز، والقمح، والشوفان، والشعير، والكينوا (بالإنجليزيّة: Quinoa)، ودقيق الذرة، ومن الأمثلة الأخرى على أطعمة الحبوب: الخبز، والمعكرونة، وخبز التورتيلا (بالإنجليزيّة: Tortillas)، وحبوب الإفطار.
- مصادر البروتين: ومنها ما يأتي:
- اللحوم القليلة بالدهون.
- الأسماك.
- الدجاج أو الديك الرومي دون الجلد.
- البيض.
- المكسرات، والفول السوداني.
- البقوليات الجافة، مثل؛ الحمص، وبعض أنواع البازلاء.
- بدائل اللحوم؛ مثل: التوفو (بالإنجليزيّة: Tofu).
- منتجات الألبان: يُنصح باستخدام الأنواع الخالية من الدهون أو قليلة الدسم، والتي نذكر منها ما يأتي:
- الحليب، أو الحليب الخالي من سكر اللاكتوز في حال المعاناة من متلازمة عدم تحمُّل اللاكتوز (بالإنجليزيّة: Lactose intolerance).
- اللبن.
- الأجبان.
- مصادر الدهون الصحية: والتي تتضمّن ما يأتي:
- الزيوت التي تكون سائلة في درجة حرارة الغرفة؛ مثل: زيت الزيتون، وزيت الكانولا (بالإنجليزيّة: Canola oil).
- الأفوكادو.
- البذور، والمكسرات.
- الأسماك المفيدة لصحة القلب؛ مثل: السلمون، والتونا، والإسقمري (بالإنجليزيّة: Mackerel).
- استخدام الزيوت بدلاً من السمن، والقشدة، والزبدة، والسمن النباتي أو المهدرج (بالإنجليزيّة: Margarine).
لقراءة المزيد حول النظام الغذائي لمرضى السكري يمكنك الرجوع لمقال نظام غذائي لمرضى السكر.
الحمية الغذائية لمريض السكري
بعد التعرُّف على المجموعات الغذائية المختلفة لا بُد من معرفة الكميات الغذائية المناسبة التي يجب تناولها لكلّ مجموعة غذائية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الانتباه إلى اختلاف خطة وجبات الطعام أو الحمية الغذائية من مريضٍ لآخر، حيث يمكن للخطة أن تتضمّن الأطعمة المُفضلة لكلّ شخص، والتي تتناسب مع خطة الوجبات الغذائية، كما أنّ هناك العديد من خطط الوجبات الجيدة التي تشمل مراقبة الأطعمة المُتناولة، ومن أشهر الطرق المُتّبعة لمرضى السكري، هي: طريقة حساب السعرات الحرارية لتنظيم الوزن، وطريقة حساب الكربوهيدرات للسيطرة على مستويات السكر في الدم، وتُحدّد الطريقة الأنسب من بينهما باستشارة أخصائي الرعاية الصحية وذلك وفقاً لاحتياجات كل مريض.[٦]
ويوضّح الجدول الآتي توزيع مجموعة الكربوهيدرات، والتي تضمّ 4 مجموعات غذائية؛ وهي: الخضراوات، والفواكه، والحليب، والنشويات، إضافةً إلى مجموعتيّ الدهون والبروتين للسعرات الحرارية المختلفة:[٦]
السعرات الحرارية اليومية | |||||
---|---|---|---|---|---|
المجموعات الغذائية | 1,200 | 1,500 | 1,800 | 2,000 | 2,500 |
الكربوهيدرات: | |||||
النشويات: | 5 حصص | 7 حصص | 8 حصص | 9 حصص | 11 حصة |
الفواكه: | 3 حصص | 3 حصص | 4 حصص | 4 حصص | 6 حصص |
الحليب: | 2 حصة | 2 حصة | 3 حصص | 3 حصص | 3 حصص |
الخضراوات: | 2 حصة | 2 حصة | 3 حصص | 4 حصص | 5 حصص |
اللحوم وبدائلها: | 4 حصص | 4 حصص | 6 حصص | 6 حصص | 8 حصص |
الدهون: | 3 حصص | 4 حصص | 4 حصص | 5 حصص | 6 حصص |
لقراءة المزيد حول بدائل الأطعمة والحصص الغذائية في المجموعات المختلفة يمكنك الرجوع لمقال طريقة حساب السعرات الحرارية في الطعام.
ولقراءة المزيد حول السعرات الحرارية اللازمة لكل شخص يمكنك الرجوع لمقال كيفية حساب الكالوري التي يحتاجها الجسم.
نصائح عامة لمرضى السكري
توضح النقاط الآتية أبرز النصائح العامة لمرضى السكري:[٧]
- تنظيم تناول الوجبات وتوزيعها على مدار اليوم.
- اتّباع نظام غذائي قليل بالدهون، وخاصةً الدهون المُشبعة (بالإنجليزيّة: Saturated fats).
- تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية، وذلك في حال استخدام الإنسولين أو أدوية السكري.
- اتّباع طريقة الطبق الصحي (بالإنجليزيّة: The plate method) التي تضمن الحصول على كميات كافية من الخضراوات غير النشوية ومصادر البروتين القليلة بالدهون، بالإضافة إلى تقليل كميات الأطعمة ذات المحتوى العالي من الكربوهيدرات التي تؤدي إلى حدوث ارتفاع مفاجئ وسريع في مستوى سكر الدم، حيث تتضمّن هذه الطريقة البسيطة استخدام صحن بقياس 22.9 سنتيمتراً تقريباً، وتقسيمه وفقاً لما يأتي:[٨]
- ملء نصف الصحن بالخضراوات غير النشوية؛ مثل: السلطة، والفاصولياء الخضراء، والقرنبيط، والبروكلي، والملفوف، والباذنجان، والكوسا، والجزر، وغيرها من الخضراوات غير النشوية.
- ملء ربع الصحن بمصادر البروتين القليلة بالدهون؛ مثل: البقوليات، والبيض، والدجاج، وغيرها من مصادر البروتين التي ذُكرت سابقاً.
- ملء الربع الآخر من الصحن بالحبوب أو الأطعمة النشوية؛ مثل: الأرز، والمعكرونة، والبطاطا.
- اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن دون الحاجة إلى استخدام أنواع معيّنة من الأطعمة؛ حيث إنّ وجود بعض المنتجات التي يُكتب عليها بأنها مناسبة لمرضى السكري لا يعني بالضرورة أنّ باقي أنواع الأطعمة غير مناسبة لهؤلاء المرضى، كما أنّ الأطعمة المُخصصة لمرضى السكري تكون أعلى ثمناً مقارنةً بباقي أنواع الأطعمة، بالرغم من أنها قد لا توفّر أيّة فوائد صحية إضافية لمرضى السكري.[٩]
- خفض تناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من السكريات المُضافة والقليل من العناصر الغذائية، وخاصةً الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية؛ مثل: الحلويات، والمشروبات الغازية، والمصاصات، كما يُنصح التقليل من كميات السكر المُستخدمة في الطبخ والعديد من الوصفات، أو استخدام السكر البديل بدلاً منه.[٧]
- قراءة المُلصق الغذائي، والانتباه لكمية الكربوهيدرات الكلية وليس السكر فقط، وتقييم الكمية، حيث إنها تشمل السكر؛ كالسكر المُضاف، إضافةً إلى الكربوهيدرات المُعقدة، والألياف الغذائية، كما يجب الانتباه إلى أنّ المنتجات الغذائية الخالية من السكر أو الخالية من الدهون تحتوي أيضاً على الكربوهيدرات.[١٠]
- التقليل من الوزن ولو بنسبةٍ قليلة للمساعدة على تحسين حساسية الخلايا للإنسولين؛ حيث ترتبط السُمنة ارتباطاً وثيقاً بمرض السكري من النوع الثاني،[١١] فقد تبيّن أنّ إنقاص الوزن ولو بكمية بسيطة تتراوح بين 5-7% من وزن الجسم من قِبل المُشخَصين بمقدمات السكري (بالإنجليزية: Prediabetes) الذين يعانون من فرط الوزن أو السمنة قد يقلل من خطر إصابتهم بالسكري من النوع الثاني.[١٢]
للاطّلاع على الأطعمة التي يُنصح بعض مرضى السكري بتجنّبها يمكنك قراءة مقال أطعمة يتجنبها مريض السكر.
فيديو عن كيفية مراقبة علاج السكر
يوضح الفيديو الآتي المزيد من المعلومات حول كيفية مراقبة علاج السكري:[١٣]
المراجع
- ↑ "What is Diabetes?", www.niddk.nih.gov, 12-2016، Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Rachel Nall (17-6-2020), "An overview of diabetes types and treatments"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ↑ "Type 2 Diabetes", www.niddk.nih.gov,5-2017، Retrieved 23-8-2020. Edited.
- ^ أ ب "Diabetic Diet", www.medlineplus.gov, 9-6-2020, Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ↑ "Diabetes Diet, Eating, & Physical Activity", www.niddk.nih.gov, 12-2016، Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ^ أ ب "Eating Guides", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ^ أ ب "What should I eat?", www.diabetesaustralia.com.au, Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ↑ "Diabetes Meal Planning", www.cdc.gov, 2-4-2020، Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ↑ "Diabetic Food", www.diabetes.co.uk, 15-1-2019، Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ↑ "Reading food labels: Tips if you have diabetes", www.mayoclinic.org, 20-7-2019، Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ↑ "Diabetes and Obesity", www.diabetes.co.uk, 15-1-2019، Retrieved 12-8-2020. Edited.
- ↑ "Prediabetes", www.cdc.gov,11-6-2020، Retrieved 24-8-2020. Edited.
- ↑ فيديو عن كيفية مراقبة علاج السكر.