محتويات
سورة التوبة
سورةُ التَّوبةِ، السورةُ التَّاسعة في ترتيبِ المُصحف الشريف، وهي سورةٌ مدنيةٌ تتحدَّثُ عن المنافقين وأحوالِهِم، عددُ آياتِها مائةٌ واثنان وتسعون آيةً، ذكرت العديد عن غزوةِ تبوك المُسمَّاةِ غزوةَ العُسرةِ نتيجةً لما كان فيها من شدائد، كما وردَت فيها آية مهمة أوضحت مصارف الزَّكاةِ، وذكرت قصة الهجرة النَبويَّةِ للرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصاحبه أبي بكرٍ الصِدِّيق.
ألقابٌ لسورةِ التَّوبة
- براءة.
- المُقَشْقِشة.
- الفاضحة.
- العذاب.
- المُخزية.
- الحافرة.
- المُدمْدِمة.
سببُ التَّسميَةِ
سُمِّيت بسورة التَّوبة نظراً لتوبةِ اللهِ على النَّبِيِّ والمُهاجرينَ وتاب فيها على الثَّلاثةِ الذين خُلِّفُوا وهم: كعْبُ بنُ مالكٍ، وهلالُ بنُ أُميَّةَ، ومرارة بن الرَّبيع، وقد كانوا قد تقاعسوا عن الخروجِ للجهادِ دون عُذرٍ فقد عَذَرَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- المرضى والضُّعفاءَ، وتَخلَّفَ المنافقون بطبيعةِ الحال، وبعد عودة الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الغزوة إلى المدينة المُنوَّرة هرَعَ المنافقون مُسرعين نحوه وهم يَخْتلِقونَ الأعذار الكاذبة؛ ليقنعوه بها، فما كان منَ النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -إلّا أن يَقْبَلَ أعذارهم مع علمه بخداعهم ومكرهم، وحين جاء الدَّورُ فى الاعتذار على كعبٍ، ومرارةَ، وهلالٍ ما استطاعوا الكذب، واعترفوا بذنبهم وتقصيرهم، وبعدها صدر الأمر من النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم - للمسلمين بمقاطعة هؤلاء الثلاثة، فلا يتحدَّثون معهم، ولا يُعاملوهم؛ فكانوا يَسيرون بينَ النَّاس كأنَّهم غرباءُ، وقد عاشوا أيَّاماً صعبةً حتَى نزلت البُشرى في آياتٍ تُتْلى بأنّ توبتهم قد قُبلت وذنوبهم قد غُفِرت.
سببُ النُّزول
روى البُخاريُّ عن البراءِ بن عازبٍ أنَّ آخرَ سورةٍ نزلت هي براءة، وروى الحافظ ابن كثير أنَّ أولَ هذهِ السُّورةِ نزلت على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- عند مرجِعِهِ من غزْوةِ تبوك، وبعث أبا بكر الصَِديق أميراً على الحجِّ تلك السَّنة، ليقيم للنَّاسِ مناسكهم، فلمَّا قفل أتْبعَهُ بِعَلِي بن أبي طالب ليكون مُبلغاً عن رسول الله ما فيها من الأحكام، نزلت في السَّنةِ التَّاسعةِ من الهِجْرةِ، وهي السَّنةُ التي خرج فيها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لغزوِ الرُّوم.
الحِكمة من نزولِ سورة التوبة دون بسملةٍ
جَرَتْ عادةُ العرب على أنَّهُ إذا كان بينهم وبين قوم عهد وأرادوا التَّوقُّفَ عنه، كتبوا إليهم كتاباً دون بسملةٍ، فلما نزلت سورةُ براءة بنقضِ العهد الذي كان بين النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- والمشركين؛ فبعث بها علي بن أبي طالب، فقرأها عليهم ولم يُبَسْمِل في ذلك على ما جرت به العادة، كما أنَ ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سألتُ عليَّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- لمَ لمْ تُكْتبْ في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأنَّ بسم الله الرحمن الرحيم أمانٌ أمَا سورةُ براءة فقد نزلت بالسَّيف.