محتويات
جزء عمَّ
أنزل الله تعالى القرآن الكريم على النَّبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ ليكون معجزته الخالدةً ودستوراً منظِّماً لشؤون المسلمين وحاكماً لحياتهم أجمعين، وقد حوى القرآن الكريم مئةً وأربع عشرة سورةً في أجزائه الثلاثين، وغالباً ما يُعرف الجزء ويُشتهر باسم أول سورةٍ فيه أو مطلع أول سورةٍ فيه، كما في الجزء الثَّلاثين من القرآن الكريم المعروف باسم جزء عمَّ، وهو مطلع أول سورة فيه، سورة النَّبأ التي بدأت بآية: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ).[١]
عدد سور جزء عمَّ
يضمّ جزء عمَّ سبعاً وثلاثين سورةً، تبدأ بسورة النَّبأ وتختم بسورة النَّاس آخر سور القرآن الكريم، وسور جزء عمَّ في غالبها سور مكيّة ما عدا سورتي البيِّنة والنَّصر فهما مدنيَّتان، وسور هذا الجزء من قصار السُّور على تفاوتٍ بينها في القِصر، وجميعها تشكِّل وحدةً متكاملةً ومتناسبةً في موضوعها ومضمونها، ففي سور هذا الجزء بمجملها تركيزٌ على النَّشأة الأولى للمخلوقات على الأرض، وذِكر وتذكير بالمشاهد والظَّواهر والآيات التي جعلها الله تعالى في هذا الكون، وحديث عن حقائق العقيدة والإيمان،[٢]
وهذه السُّورة بحسب ترتيب المصحف الشريف، هي:
- النَّبأ.
- النَّازعات.
- عبس.
- التكوير.
- الانفطار.
- المطفِّفين.
- الانشقاق.
- البروج.
- الطارق.
- الأعلى.
- الغاشية.
- الفجر.
- البلد.
- الشمس.
- الليل.
- الضحى.
- الشَّرح.
- التِّين.
- العلق.
- القدر.
- البيِّنة.
- الزَّلزلة.
- العاديات.
- القارعة.
- التَّكاثر.
- العصر.
- الهُمزة.
- الفيل.
- قُريش.
- الماعون.
- الكوثر.
- الكافرون.
- النَّصر.
- المسد.
- الإخلاص.
- الفلق.
- النَّاس.
تعريفٌ ببعض سور جزء عمَّ
سورة النبأ
النبأ هي سورة مكيَّةٌ، معروفةٌ في أغلب المصاحف بسورة النَّبأ، وسُمِّيت في مصاحف أخرى بسورة عمَّ، وهي السُّورة الثمانون في ترتيب نزول السُّور على النبي -صلى الله عليه وسلم-، نزلت بعد سورة المعارج، وقبل سورة النازعات، وهي السُّورة الثَّامنة والسَّبعون في ترتيب المصحف الشَّريف، وعدد آياتها أربعون آيةً، وقد تناولت السُّورة خوض الكافرين في القرآن الكريم، وما جاء به القرآن من قضايا تخالف ما يعتقدون كقضية البعث والنشور بعد الموت، وأقامت السُّورة الحجة عليهم في مسألة البعث والنشور، كما وصفت الأهوال التي ستصيب الكافرين يوم القيامة، والنعيم الذي سيناله المؤمنون عند البعث.[٣]
سورة البروج
البروج هي سورةٌ مكِّيَّةٌ، نزلت بعد سورة الشَّمس وقبل سورة التِّين، وهي السُّورة السَّابعة والعشرون في ترتيب نزول السُّور على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والسُّورة الخامسة والثَّمانون في ترتيب المصحف الشريف، وعدد آياتها اثنتان وعشرون آية، تتناول هذه السُّورة قصَّة أصحاب الأخدود، وكيف ضحّوا بأنفسهم في سبيل عقيدتهم، حيث رفضوا التخلي عن إيمانهم بالله تعالى رغم تهديد الملك لهم بالحرق في الأخدود، وانتقم الله تعالى للمؤمنين من أصحاب الأخدود بقتلهم كما جاء في قول الله تعالى: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ*إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ*وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)،[٤] وقد سُميَّت السُّورة بالبروج؛ لابتدائها بالقسم بالسماء ذات البروج، والبروج هو الاسم الذي كان يُطلقه العرب على النجوم.[٥]
سورة الضُّحى
وردت هذه السورة في أكثر نسخ المصاحف والتفاسير باسم سورة الضحى، في حين وردت في تفاسير أخرى بإثبات الواو؛ أي سورة (والضحى)، وهي سورةٌ مكِّيَّةٌ تحمل الرقم أحد عشر في ترتيب نزول السُّور على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقد نزلت بعد سورة الفجر وقبل سورة الانشراح، وهي السُّورة الثَّالثة والتِّسعون في ترتيب سور المصحف الشَّريف، وعدد آياتها إحدى عشرة آية، وقد نزلت سُلواناً لقلب النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- وردَّاً على زعم بعض كفار قريش وادعائهم بأنَّ الوحي قد انقطع عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-.[٦]
سورة الفيل
ورد عن بعض السَّلف تسمية سورة الفيل بسورة (ألم تر)، ولكنَّها في جميع المصاحف والتَّفاسير واردةٌ باسم سورة الفيل، وهي سورةٌ مكِّيَّةٌ، وتعدُّ السُّورة التَّاسعة عشرة في ترتيب نزول السور على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- حيث نزلت بعد سورة الكافرون، وقبل سورة الفلق، وقيل قبل سورة قريش، وهي السورة رقم مئة وخمسة في ترتيب سور المصحف الشريف، وعدد آياتها خمسةٌ، وتروي السُّورة قصة أصحاب الفيل، وهم أبرهة الأشرم وجيشه الَّذين قَدِموا على الفيلة من الحبشة لهدم الكعبة المشرّفة، وقد حمى الله تعالى الكعبة من أذاهم، وأرسل طيوراً أبابيل رمتهم بالحجارة فقضت عليهم، وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تناولت قصتهم.[٧]
المعوذّتان
المعوذّتان وهما سورتا الفلق[٨]والنَّاس،[٩] وسُمِّيتا بالمعوذّتين لبدايتهما بالاستعاذة، وهما آخر سورتين في ترتيب المصحف الشريف، وكلاهما سورٌ مكِّيَّةٌ، وورد أنَّهما قد نزلتا على النَّبي -صلى الله عليه وسلم- معاً، ولهما فضلٌ عظيمٌ، كما روي عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه لمّا مرض واشتد مرضه أتاه ملكان وأخبرانه بأنَّه مسحورٌ من قِبل شخصٍ اسمه لبيد بن الأعصم اليهودي، ودلَّ الملكان النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- على مكان السحر، فأخذ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالمعوذّتين حتى حُلَّت عُقد السحر.
روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قوله: (مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضاً شديداً فأتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: طب، قال: وما طب؟ قال: سحر قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في كرية، فأتوا الركية فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية واحرقوها. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر في نفر، فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة: { قل أعوذ برب الفلق }، { قل أعوذ برب الناس }).[١٠]
المراجع
- ↑ سورة النبأ، آية: 1.
- ↑ سيد قطب (1412هـ)، في ظلال القرآن (الطبعة السابعة عشر)، بيروت-القاهرة: دار الشروق، صفحة 3800-3801، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ الطاهر بن عاشور (1997)، التحرير والتنوير، تونس: دار سحنون، صفحة 5-6، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ سورة البروج، آية: 4-8.
- ↑ الطاهر بن عاشور (1997)، التحرير والتنوير، تونس: دار سحنون، صفحة 236-240، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ الطاهر بن عاشور (1997)، التحرير والتنوير، تونس: دار سحنون، صفحة 393-394، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ الطاهر بن عاشور (1997)، التحرير والتنوير، تونس: دار سحنون، صفحة 543-544، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ الطاهر بن عاشور (1997)، التحرير والتنوير، تونس: دار سحنون، صفحة 623-625، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ الطاهر بن عاشور (1997)، التحرير والتنوير، تونس: دار سحنون، صفحة 631-632، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في لباب النقول في أسباب النزول، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 347.